َاعلان

الجمعة، 20 سبتمبر 2019

انا وهواكِ

كان الليل قبل أن يُعقد على القلب رباطه لوحة نرسم عليها أحلامنا ونرشها بسحرٍ لقّنتنا الأماني تعويذاته الجميلة قبل أن تُسرق من لصوص الحياة، كانت أحلامنا بسيطة مخزونة في نقطة عميقة في سرداب ارواحنا التائهة المُراهقة ، شاخت الأحلام حين أصبح الوطن يأن ككهل تجاوز المائة عام ثم جئتي أنتِ فألقيتي تعويذتك السرمدية على القلب وأقمتي أسواركِ على فضاء الليل وحصرتِ ما كان مُباح فيه اليكِ فقط، ثم تسألين :
هل تجد الغياب ممتعا أم تهرب إليه منّي؟
تتجاهلين حدودك الممدودة، وتنسين أن الغياب ليس سوى غياب الروح وبرود القلب وهما تحت طوعك وأمرك، تلك محبوسة في سجن اشتياقك وذاك منتظرا دفئ لقائك، ما غِبتُ إلا لأن وطناً غاب عن الأمان وافتقد السلام والحُبّ وأنا جزء منه فَلِمَ السؤال؟ حينما ذبح الجزّارون - بعد ان أُخرِجوا من عُمق الظّلام - حُلِما كنّا نسعى إليه ذبحوا لهفة فيني أيضا فلا تستغربي، حينما سلبوا منّا نوراً أضاءته شعلة روح لِيمناً كاد أن ينهض يوما…  سلبوا منّي لهفة فلا تستغربي.
ثمّ تسألين أخرى:  أكلّما حدثتك عن حنيني تُجيبُني بوجعك على اليمن!!!
انتِ وطناً لقلبي وقلبي وطنا لروحي وجسدي، واليمن وطنا يحتوي كل ذلك، فما أنتِ إلا إحتواءاً فيه فلم السّؤال؟
ثم تسأل أخرى : ومتى ستُشفى من آلام الروح وأنينك المفضوح في الكلمات؟
حين يُشفى جُرح الوطن من خَبَث الحروب ومن بقايا فيروسات الظلام وطحالب الشّتات وسرطان الخُرافة، حينما لا تبكي الأم على ابنها المغدور دما ودموع، حينما لا يقهر الآباء صمتهم ووجعهم، حينما يجد التلميذ طريق مدرسته والمُعلّم قوت أولاده، حينما تخضرّ ارضه ويختفي الجفاف إلّا في الصحراء سأُشفى وتشرق أيامنا.     
ثم قالت:  ولكنني لم أُشفى منك وأُريد علاجا
شِفاؤكِ مني بُرهة حين اللقاء وشِفائي، وشفاء الوطن هو غاية نرجوها ولقتل الغاية يجب تحقيقها ، وسنقتل غايتنا معا حين يبتسم اليمن سعيدا وتسعد معه أرواحنا.

Fuad.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق