ثم يهمس لك سكون الليل في غربتك: لم التردد.. ؟ ولهفتك اليه مفضوحة!
يُجيبه عجزُكَ : وما شأني به وقد اطفأت الحرب اضواءه وأيبست بعض خضاره.
تسري منك روح من لهفة وعشق ، يحملها براق الامل ، فتعانق اطياف الحياة سابحة في فضاءه ، فتشرب اُكسير الحياة الخالد في باطنه رشفات من نور وتفاؤل ، ثم يُقام سِجال بين حنينك اليه وخوفك من ما يجري فيه ظُلما وقساوة ، ينتصر الحنين في معركة ميدانها روح ظنّت يوما انها يائسة من العودة اليه ، ثم كان للقدر قراره وأصدر حُكمه بالعودة .
عادت الروح ، يَحملها جسدا جامدا الا من قلب يدفعه مع كل نبضة منه.
ومع أول خطوة على تُرابه حتى استحمّ الجسد بحمّام غُبارٍ نقل الى ذرات هذا الجسم حقيقة معاناة يأنّ منها اليمن .
ثم كانت رحلة سياحية انما في زمن الحرب .
من المهرة الى سيؤن ثم المكلا ومنها الى مأرب والبيضاء حتى انتهت بنا رحلة العناء في ذمار .
ما كان قائما فيه يوما قد وضعته الحرب ، وما كان نائما يترقّب قد ايقظته الحرب ايضا واخذ بيده بعضا من من خانوا هذا البلد .
رسمت الحرب آثارها على وجوه الناس ، وفَرَش صيادوا الأزمات شباكهم على أقواتهم ولا يُطلقون جُلّه الا بصكٍّ ختمهُ دمُ المسكين وروحه.
كنت في المكلا فرأيت بعض شوارعها غارقة في مجاريها وخَضار خورها قد يَبِس ، ووجع الناس لا يحتضنه سوى سيلٌ من مسبّات لشرعية هاربة وتحالف غائب الا من حاكم اماراتي قد نصب كاميرة مراقبته تحت مهجعه المُطّل من تبّة عالية ، ليس ليرى مُعاناة الناس ، انما لينشر الرعب بين شعب ثقافته السلام.
ثم في صنعاء ، وما ادراكم ما صنعاء ، اضحت الروح الجميلة فيها بؤسٌ وعناء ، ّ قد خَلَتْ من كل اهتمام سوى نصب الشعارات "الخضراء" وسط شوارعها ، والصاقها على البيوت والجسور القائمة بل وحتى في المستشفيات والجامعات ، ورغما عن ذلك هي جميلة وما تزل ، إن تخلى عنها المعنيّون فما تخلّت عنها ضمائر كثير من ساكنيها وعشقهم لها .
قرأت على زجاج احد الباصات عبارة أضحكتني تعكس حال اليمنيين وما يجول في خواطرهم ::
" اليمن كوكب المغامرات…… سنمووت بعد قليل "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق