َاعلان

السبت، 10 أكتوبر 2020

في_قلبي_أنثى_مُعَمّرية

في حياتي أنثى تجاوزت صعوبات الفراق وهي ترى محيطه صغيرا صغيرا في مدى عينيها المتلألأتين شوقا، أبحَرَت فيه نشوانة دوما بصحبة الأمل الدائم حتى اِستَقرّت في ميناء اللقاء المُنتظر وردة جورية لم تنل منها رياح الشتاء القاسية او سخونة الصيف اللاهب. مَضَت في ترحالها العميق على قارب الوفاء، تمايلت مع كل عاصفة قليلا… قليلا… وهي تجد الرياح الكاذبة تضرب قاربها من ألسُنٍ عديدة، لم تكن تُدرك - كثيرا - بأن قوة حضورها العميق في فؤادي هي ما كانت تسندها في كل أزمة حتى كُشِف عن ستارها وحوتها. كنت اتخيلها وانا بعيدا - تفصلني عنها مسافات وحدود - وهي تُطل من نافذة غرفتها كل ليلة، ترى شهابا يسحب ذيله في الفضاء فترسل معه أمنية تخصّني فأمتلئ حضورا وأمان. استمرت تُرسل الاماني دون ان تعلم بأن السماء مسرحا للعشاق تخبرني عن احوالها كل ليلة. شدّتني اللهفة اليها دوما، وكأن ليس لي من أمنية سوى لقاءها والتّأمّل في عينيها. عجيب ذلك الشوق الذي يُحدثه البعد وهو يستوطن الروح والقلب، ويجعل البال حبيس التأمل في كل احوال المحبوب. كانت عاشقة ظالمة، لم تُبالِ كثيرا بآلامي حين حالت الحرب دون لقاءنا، كانت تريد وفقط، ودون ان تعلم ماكنت اريد. كان اللقاء، وقد اِلتقت افتكارنا قبل ان تتسمّر عينانا ببعضها، وقد اِلتقت أفئدتنا في أصداء الليالي ونشوات الشروق. اِهتم الاحباب به ولم يعلموا أنّا قد اِلتقينا حين عَقَدَتْ الدنيا قلبينا برباط اللهفة والحنين، حين رسمتني في لوحة ايامها ونحتّها في مُتحف أحلامي. كان للقدر الجميل حضوره وأصدر حكمه في البَين، ثم ادخلني غرفة اللقاء، فكنت وحيدا الا من نبضات قلبي تُرعب سمعي، وسريان الرعشة في جسدي قد شتّتت ترقّبي، حينا أداعب أظافري بأسناني وحينا أقف منتصبا ثم اقعد، وحينا اهرب بعيناي الى السقف، احترت في جوارحي كيف استسلمت لهيبة اللؤلؤة قبل انفتاح صَدفتها، وهي التي ما اضطربت لأي لمعان يوما قط. وحينما أذِن القدر لجمال لحظتنا أن تبدأ…. بدأت حياتي. قلبي وعقلي معكِ وأنت على أعتاب التخرّج مُهندسة، وعلى أعتاب الولادة أمّاْ وأيضا على أعتاب ذكرى زواجنا، فما أجملها من أيام قليلة قادمة وقد حملت فيها جميل أعيادي معكِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق