دولة_الفتى_الزعبلي
حينما كُنت صغيرا كُنت مشدوهاً بالزوامل الشعبية (ولازلت) وايضا الحزاوي التي كان يتبرّع بها احد كبار منطقتنا آنذاك ويرويها لنا بطريقة آسرة بعد ان نتجمّع بضع مراهقين ونكوّن حوله حلقة، منصتين ومشدوهين لاسلوبه الأخّاذ، كنّا معظم الاوقات نبحث عن المتعة اينما حلّت وكأننا في سينما شاشتها فاه القآص.
حينما كان يُسافر هذا الرجل لكسب عيشٍ لأبناءه كُنّا نفتقد المُتعة ونبحث عنها في اماكن اخرى الى ان يأتي، كان اسمه الشّائع الرزامي " توفّى رحمة الله عليه".
كان في قرية قريبة منّا شاب اسمه محمد، قيل لنا حينها انّه يقول الزّامل دونما حتى تفكير ، تتراصّ الالفاظ في فيهِ رصّاً مكونة زواملا وحِكَم.
قررت الذّهاب اليه والاستماع لبعض مما عنده ، ذهبت اليه مع بعض اصدقائي حينهاوهو يمضغ القات في ديمةٍ تعلو تبّة صخريّة فوق قريته، قعدنا معه الى ان طلبنا منه ان يُسمعنا آخر زاملٍ قام بتألفيه فأسمَعنا #زامل_الفتى_الزعبلي:
قال الفتى الزعبلي دارس
سِرتَ اشتكي عند ابو فارس
جوّب وقال روح ياحارس
والله العظيم بقتل النّامس
ونحنُ مشدوهون ومنجذبون اليه وهو يُقوله مع تلحينٍٍ ما ، فقد كانت نظرتنا الى الشّعر في ذلك الوقت ان تبرُز القافية وتنتهي الجُمَلْ بنفس الاحرف مهما كانت دلالات الكلمات، وما ان انتهى حتى صفّقنا له وحيينا ابداعه وهو يُثني على حاله كثيرا ونحن نغبطه كثيرا، ولشدّة اعجابي بهذا الزامل حينها - الذي كلما اقوله الآن اضحك - كتبته في ورقة وحفظته والى اللحظة لم انساه.
كثيرا من مُتصدري المشهد السياسي والاجتماعي اليمني على مدى عقود يتفوّهون بكلام يُشبه زامل الفتى الزعبلي، كلام ساذج لايقوله الا المُهرّجون، لا يعرفون تنسيق عبارة مُكتملة واحدة، ثمّ تجدّ اتباعهم يُنمّقون هرطقاتهم وكأنها حِكمٍ قيلت لاوّل مرّة ويعملون لذلك الحلقات والتفسيرات والتأويلات، ويقودون بتلك السذاجات شعبا تغلُبهُ الاميّة.
حينما استمع لمتصدّري المشهد اليمني في خطاباتهم او لقائاتهم لا اُكمِل الدقيقة مُستمعا، لا تجد جديدا في حديثهم او سلامة في لغتهم فماذا نتوقًّع في بلدٍ تلك قادته.
ثُمّ تجد اُناساً لم يتصدروا المشهد يتحدثون بلغة فصيحة وتعابير سليمة ولديهم من الامتاع وجذب المُستمع ماكان يُتقنه الرزامي ويحملون من الشهادات العلمية والاكاديمية والابحاث المنشورة مايؤهلهم لقيادة هذا الشعب التعيس، ولكن ذنبهم انهم وُجِدوا في زمن التافهين ومجتمع الجهل فاستطاع مُهرّجو اليمن ابعادهم عن خِدمة بلادهم وقيادتها بقصد او بدون قصد.
ذلك هو حال اليمن وما نُعانيه من قسوة وظلم الا نتيجة لوباءٍ في عُقول متانح اليمن من كل الجهات.
حينما كُنت صغيرا كُنت مشدوهاً بالزوامل الشعبية (ولازلت) وايضا الحزاوي التي كان يتبرّع بها احد كبار منطقتنا آنذاك ويرويها لنا بطريقة آسرة بعد ان نتجمّع بضع مراهقين ونكوّن حوله حلقة، منصتين ومشدوهين لاسلوبه الأخّاذ، كنّا معظم الاوقات نبحث عن المتعة اينما حلّت وكأننا في سينما شاشتها فاه القآص.
حينما كان يُسافر هذا الرجل لكسب عيشٍ لأبناءه كُنّا نفتقد المُتعة ونبحث عنها في اماكن اخرى الى ان يأتي، كان اسمه الشّائع الرزامي " توفّى رحمة الله عليه".
كان في قرية قريبة منّا شاب اسمه محمد، قيل لنا حينها انّه يقول الزّامل دونما حتى تفكير ، تتراصّ الالفاظ في فيهِ رصّاً مكونة زواملا وحِكَم.
قررت الذّهاب اليه والاستماع لبعض مما عنده ، ذهبت اليه مع بعض اصدقائي حينهاوهو يمضغ القات في ديمةٍ تعلو تبّة صخريّة فوق قريته، قعدنا معه الى ان طلبنا منه ان يُسمعنا آخر زاملٍ قام بتألفيه فأسمَعنا #زامل_الفتى_الزعبلي:
قال الفتى الزعبلي دارس
سِرتَ اشتكي عند ابو فارس
جوّب وقال روح ياحارس
والله العظيم بقتل النّامس
ونحنُ مشدوهون ومنجذبون اليه وهو يُقوله مع تلحينٍٍ ما ، فقد كانت نظرتنا الى الشّعر في ذلك الوقت ان تبرُز القافية وتنتهي الجُمَلْ بنفس الاحرف مهما كانت دلالات الكلمات، وما ان انتهى حتى صفّقنا له وحيينا ابداعه وهو يُثني على حاله كثيرا ونحن نغبطه كثيرا، ولشدّة اعجابي بهذا الزامل حينها - الذي كلما اقوله الآن اضحك - كتبته في ورقة وحفظته والى اللحظة لم انساه.
كثيرا من مُتصدري المشهد السياسي والاجتماعي اليمني على مدى عقود يتفوّهون بكلام يُشبه زامل الفتى الزعبلي، كلام ساذج لايقوله الا المُهرّجون، لا يعرفون تنسيق عبارة مُكتملة واحدة، ثمّ تجدّ اتباعهم يُنمّقون هرطقاتهم وكأنها حِكمٍ قيلت لاوّل مرّة ويعملون لذلك الحلقات والتفسيرات والتأويلات، ويقودون بتلك السذاجات شعبا تغلُبهُ الاميّة.
حينما استمع لمتصدّري المشهد اليمني في خطاباتهم او لقائاتهم لا اُكمِل الدقيقة مُستمعا، لا تجد جديدا في حديثهم او سلامة في لغتهم فماذا نتوقًّع في بلدٍ تلك قادته.
ثُمّ تجد اُناساً لم يتصدروا المشهد يتحدثون بلغة فصيحة وتعابير سليمة ولديهم من الامتاع وجذب المُستمع ماكان يُتقنه الرزامي ويحملون من الشهادات العلمية والاكاديمية والابحاث المنشورة مايؤهلهم لقيادة هذا الشعب التعيس، ولكن ذنبهم انهم وُجِدوا في زمن التافهين ومجتمع الجهل فاستطاع مُهرّجو اليمن ابعادهم عن خِدمة بلادهم وقيادتها بقصد او بدون قصد.
ذلك هو حال اليمن وما نُعانيه من قسوة وظلم الا نتيجة لوباءٍ في عُقول متانح اليمن من كل الجهات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق