َاعلان

الجمعة، 20 سبتمبر 2019

الليل والذكريات

يمرُّ اللّيل هادئاً كعادته دون أن يعلمَ أحوال تلك الأرواح التي يُزعِجُها سكوته ، فتتهادى القلوب بين ثنايا الضّجيج الذي يُحدثه الشّوق ، وتقتحم الذّكريات أسوارَ الفِكر ، فتصيبه شُروداً سابحاً في خيالٍ لا يخلو من إبداعَ الوَقْعَ الّذي يُحدثه المحبوب.
يأتي اللّيل فَتَهجُرُنا الأضواء ، ويصحبُنا ظلامه سويعات وليس فيه من جميلٍ سوى قدرته على جمع شتات الذّكرى ، وعميق التأملات حين يبدأ ذلك البعيد بفرش أجنحته الطّيفية على محيط الفضاء الهادئ الذي يُحدثه اللّيل في عيوني.
  وكأن ذرات هواءه قد سكنت وهي تستمتِعْ بتلك المناجاة الصامتة التي تصدرها الأرواح بعيدة المدى ، عميقة الصدى .                                           
هو مُستَعمِرٌ  برئٌ ، لا يُدرك بأنه إستعمرَ ليلي وأحاطه أسواراً منيعةً فمنع عنه الكثير من المُباحات حتى النّوم.  أقمتُ له محكمةً في خيالي ، فكنت المُدّعي عليه وكنتُ محاميهِ ،  وكان العِتابُ هو القاضي بيننا ، ثم غفوتُُ مهزوما كعادتي .
Fuad#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق