َاعلان

الجمعة، 20 سبتمبر 2019

الحب والحرب وصنعاء

وانا تائه في ضجيج العاصمة المقهورة ، ابحث عني في بعض اُحجياتها وامتداد زواياها ، اسأل عن كينونتي في شوارعها المزدحمة بؤس وعناء ، اراقب آهاتي وهي تمتزج مع اطياف الضوء الكاذب في بعض شوارعها حين الليل ، اتسلل في بعض ازقّتها الخائفة المرعوبة كعاشق بادئ يقوده الحُبّ دون وعي ، كثيرا اجد الوجوم القاتل قد مدّ سحابته على كثير من أحياءها متحدّيا رغبة البعض باستمتاعهم بما أُحلّ لهم على هذه الدنيا ، وجومٌ يقوده جهلٌ وتعصّب وتحدّي و يتكئ على معاناة الناس وهدوءهم.
ثم لا تخلو البهجة في بلد اضحى دون بهجة ، تقودني الذّات الحالمة الى شوارع جميلة قد انتشر اطفالها فيها ،تحومهم البراءة ويكسو اصواتهم -الباحثة عن الامان- النقاء، لا تعنيهم تلك الاشكال السائرة هنا وهناك والخاوية من كل مظاهر عصر الضوء والفضاء ، يحملون أداة الموت على اكتافهم ثم يغوصون بها في الزّحام اذا لا معنى للحياة لديهم دونها ، ولا تعنيهم اصوات طائرات الغدر فقد اعتادوها .
ابحث عني كثيرا علّي اجدّ بذرة حديثة جيناتها تحمل شفرات حياة أُجبر شعب كامل على خوض معاناتها حتى اغرسها في بستاني التي توشك بتلات ازهاره ان تتساقط كلما خطوت ورأيت زومبياً سائرا امامي.
سألت صديقا لي : هل وجدت ذاتك يوما وانت هنا؟
قال لي: تاهت مني كثيرا حتى وجدتها حين اتَّخَذَتْ من المعاناة صديقة ومن البؤس حافزا .
مازالت روحي تائهة وانا اتنقّل بين انين الشوارع   المُغبّرة وحنين الظلام للضوء في عاصمة القهر، حتى رن جوالي بأجمل رنّة وأنعم صوت في الوجود.
السلام عليكم… . اين أنت لقد اقلقتني .
حينها وَجَدتُ روحي وقد تسلّلت اليها نغمة الحياة الدافئة من سماعة الجوال.
ها انا آت لن اتأخر.
ابتعت فاكهة ومكسّرات وعُدتُ ادراج خطواتي صوب مسرى الروح الذي انسانيهِ لوهلة قهرٌ اصاب العاصمة.
وما ان وَصَلْت حتى اُشبِعَتْ الروح بطمأنينة العناق وروعته.
اعددنا مايلزم لسهرة الحبّ بين روحين طالما اظناهما البُعد واتعبتهما الشائعات المقصودة.
بدأت أُلقي النكات حتى تملأ مقلتي عيناي ضحكات لطالما اشتهيت اثارتها ، ثم بدأت اختلق غزلا من رَحِم الصمت المُخيّم على المكان ، ما اجمل ان ترى ملامح وجه المحبوب متنقّلة بين الابتسامات والضحكات ثم الخجل ، وكأننا مركز الكون وتدور الافلاك حولنا ، وتزّين لألآت النجوم فضاءنا .
احاطتنا الملائكة وفرشت اجنحتها حولنا حتى لا يستطيع الشيطان النظر الينا ونحن في سعادة تتوسط اجواء عاصمة واجمة .
ثم وهلة صوت مُرعب اخترق هدوء سهرتنا ، ورددت صداه السماء الواسعة ، طوت الملائكة اجنحتها وطارت من حولنا مرعوبة كئيبة فما اصعب عليها من سَرِقة لحظة سعيدة او قتلها ، ضحك الشيطان وامتدت موجة ضحكته حتى اضحت مسارا حَمَل ذلك الرّعب الينا .
كانت تلك طائرة التحالف وقد اشتاقت لسماء العاصمة المقهورة حتى تنشر شيئا من الرّعب بدا لها ان كثيرا من ساكني عاصمة القهر قد اشتاقوه ، قصفت كعادتها فقصفت مع ذلك الصوت روحينا.

حتى لحظات السعادة تم اغتيالها.
الشّكوالشّكوى اليك يارب!!!!! !
Fuad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق