كان عمي المهندس محمد المنتصر آنذاك عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي ، وكان بين الوهنة والأخرى يُسافر الى العراق في مهامٍ حزبية دون ان يلتقي الرئيس الراحل صدام حسين رحمة الله عليه ، كان حُبّ الناس لهذا القائد ليس له حدودا ، خصوصا في أُسرة آل المنتصر حتى أصبح لدى الكثير من اليمنيين الرجل المعجزة الذي تخطو أقدامه على الأرض وكل ذلك إنما كان نتاج قصصه البطولية المتداولة والتي تربّى جيلٌ كامل عليها ، كانت النساء والشباب بل والعجائز يرونه بمثابة الإله ( استغفر الله ) المُنقِذ ، بل ان البعض ذهب الى انه المهدي وسيأتي يوما يكون فيه هو الزعيم الأوحد بين زُعماء العالم.
كانت في قريتنا امرأة عجوزة طيّبة القلب ، لا يعرف قلبها سوى الحُب والحنان ، حينما كانت تسمع اسم صدّام فقط تتسابق دمعاتها جارية على خدّيها محبّة وعشقا لهذا الرجل ، كان اسمها " ذَهَبة" رحمة الله عليها.
كان ابنها حُسين يُحاول مرارا ان يستخرج منها قيمة القات والسجارة كلّما افتقد جيبه للريالات ولكنها كانت تزجره في كل مرة يحاول فيها.
في وقتٍ ما استعدّ عمّي للسفر الى العراق في زيارة لوفدٍ من الحزب ، وقد أُشيع هذه المرّة بأنه سيقابل الرئيس الراحل صدام حسين رحمة الله عليه " وهو ما حدث ".
أقبل حُسين الى امّه ذهبة جادّا ، على وجهه جديّة وانبهارا مصحوبا بالفرح والسرور لم تعهده فيه.
السلام عليكم يا امّه
هيا ايش تشتي يا مقصوف الرجاء
يا امّه العزّي مسافر العراق وبيقابل صدّام
(العِزّي الاسم الشائع لعمّي محمد المنتصر )
اتسعت عينا العجوز وابتسمت ولمعت عيناها بالدّموع وسُرّت بسرور لم تعهده بدا على وجهها
قالت : إنّا صدق انا فِداء لك عيقابل صدام
قال حُسين ايوه يا امّاه بس العِزّي قال ان صدّام طلب منك حاجة ترسليها معه
قالت العجوز : وش طلب انا فدا عيونه
قال الشّرير حُسين : قال صدام انه يريد منكِ سَمن
قالت العجوز : يوه انا فِداء له ، هيا اصبر ، ثم اتجهت الى صندوقها المُغلق واخرجت منه ما استطاعت توفيره من سمن بقرتها وتناولت اللّبن ايضا ووضعته في عُلبة بلاستيكية وهرعت الى ابنها حُسين ثم قالت :
امسك هؤلاء وقول للعزّي يسلم لي على صدّامي وجعلين على قلبه عافية.
ابتسم حُسين ابتسامة المُنتصر واخذ هديّة والدته ثم باعهن بطريقته الخاصّة وذهب الى السوق وابتاع وِلعته وعاد الى الدّيوان وخزّن تخزينة صداميّة لم يعهدها ههههههههههه.
ماتت ذهبة ولم تَمُت ذِكراها ، ماتت ولم تعلم ان جمال نيتها هو في شعبٍ كامل يسلبون قوته بأكاذيب يختلقونها ، يصوّرون لنا اشخاصا كآلهة ويضعون عليهم هالة قداسة تجعل المساكين من شعب تملؤه الأميّة يستغنون عن حقوقهم البسيطة في هذه الحياة مقابل ان يلتمسوا رضاً من الإله الزائف الجاهل ، يختلقون للبسطاء من الناس قصصا عفى عليها الزمن فهم يعلمون انها الغيث الماطر الذي يروي نباتهم في صحراء اوهامهم الزائفة .
ماتت ذهبة ولا زالت خِدع حُسين تمارس هنا وهناك في بلد انهكه الحرب والكذب… ............ بلى الحرب والكذب .
تقديس الأشخاص البسيطون العاديون هو مايُبدعون فيه ، وكأن هؤلاء الاشخاص الذين لا يمتلكون شهاداة ، مخلوقون من الكريبتون واخوة لسوبر مان .
لا تُقدّس احدا الا ان تَذْكُرْ محاسن ماقدّمه للحياة فقط فليس كل مايلمع ذهبا ، قد يكون ذهبك لم تكتشفه بعد ، ابحث عنه ولا يَغُرُّك تلميع ما لاحد ما.
Fuad
كانت في قريتنا امرأة عجوزة طيّبة القلب ، لا يعرف قلبها سوى الحُب والحنان ، حينما كانت تسمع اسم صدّام فقط تتسابق دمعاتها جارية على خدّيها محبّة وعشقا لهذا الرجل ، كان اسمها " ذَهَبة" رحمة الله عليها.
كان ابنها حُسين يُحاول مرارا ان يستخرج منها قيمة القات والسجارة كلّما افتقد جيبه للريالات ولكنها كانت تزجره في كل مرة يحاول فيها.
في وقتٍ ما استعدّ عمّي للسفر الى العراق في زيارة لوفدٍ من الحزب ، وقد أُشيع هذه المرّة بأنه سيقابل الرئيس الراحل صدام حسين رحمة الله عليه " وهو ما حدث ".
أقبل حُسين الى امّه ذهبة جادّا ، على وجهه جديّة وانبهارا مصحوبا بالفرح والسرور لم تعهده فيه.
السلام عليكم يا امّه
هيا ايش تشتي يا مقصوف الرجاء
يا امّه العزّي مسافر العراق وبيقابل صدّام
(العِزّي الاسم الشائع لعمّي محمد المنتصر )
اتسعت عينا العجوز وابتسمت ولمعت عيناها بالدّموع وسُرّت بسرور لم تعهده بدا على وجهها
قالت : إنّا صدق انا فِداء لك عيقابل صدام
قال حُسين ايوه يا امّاه بس العِزّي قال ان صدّام طلب منك حاجة ترسليها معه
قالت العجوز : وش طلب انا فدا عيونه
قال الشّرير حُسين : قال صدام انه يريد منكِ سَمن
قالت العجوز : يوه انا فِداء له ، هيا اصبر ، ثم اتجهت الى صندوقها المُغلق واخرجت منه ما استطاعت توفيره من سمن بقرتها وتناولت اللّبن ايضا ووضعته في عُلبة بلاستيكية وهرعت الى ابنها حُسين ثم قالت :
امسك هؤلاء وقول للعزّي يسلم لي على صدّامي وجعلين على قلبه عافية.
ابتسم حُسين ابتسامة المُنتصر واخذ هديّة والدته ثم باعهن بطريقته الخاصّة وذهب الى السوق وابتاع وِلعته وعاد الى الدّيوان وخزّن تخزينة صداميّة لم يعهدها ههههههههههه.
ماتت ذهبة ولم تَمُت ذِكراها ، ماتت ولم تعلم ان جمال نيتها هو في شعبٍ كامل يسلبون قوته بأكاذيب يختلقونها ، يصوّرون لنا اشخاصا كآلهة ويضعون عليهم هالة قداسة تجعل المساكين من شعب تملؤه الأميّة يستغنون عن حقوقهم البسيطة في هذه الحياة مقابل ان يلتمسوا رضاً من الإله الزائف الجاهل ، يختلقون للبسطاء من الناس قصصا عفى عليها الزمن فهم يعلمون انها الغيث الماطر الذي يروي نباتهم في صحراء اوهامهم الزائفة .
ماتت ذهبة ولا زالت خِدع حُسين تمارس هنا وهناك في بلد انهكه الحرب والكذب… ............ بلى الحرب والكذب .
تقديس الأشخاص البسيطون العاديون هو مايُبدعون فيه ، وكأن هؤلاء الاشخاص الذين لا يمتلكون شهاداة ، مخلوقون من الكريبتون واخوة لسوبر مان .
لا تُقدّس احدا الا ان تَذْكُرْ محاسن ماقدّمه للحياة فقط فليس كل مايلمع ذهبا ، قد يكون ذهبك لم تكتشفه بعد ، ابحث عنه ولا يَغُرُّك تلميع ما لاحد ما.
Fuad
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق