َاعلان

الجمعة، 27 سبتمبر 2019

انا والبعيد

في سكون الليل المرعب، وحين أمل من تلك الأوراق المنثورة أمام أمامي؛ بعد أن تطلقني من سجنها المنهك، وصدقا ليس له حسنة سوى أنه يشغلني عنكعنكِ وعن عذابك؛ تحضرني تلك الروح المشتاقة؛ تُقلّب في صفحات أيامنا؛ تأخذ منها ما أرادت ولا تبالي بما أريد؛ تتراقص بهجة حين تعيد صياغة حديثك وأنتِ تكتبين تلك الكلمات الجميلة الخجولة.
هي روح ظالمة ؛ حين تجتاحني أكتبكِ قصيدة لا أجرؤ على نشرها ؛ فحين تأتي تتزامن مع ليل وصمت وطاريك والذكرى ؛ فأي عناء لقلب العاشق أشد إيلاما من هذا ،
أسئلة كثيرة في جعبتي أيها الحنين :
أليس لديك مراعاة لتلك المسافات البعيدة؟
أليس لقسوة الظروف القاهرة والفراق "المكروه" سلطة على إجرامك؟                         
أنت لا تهتم بكل هذا !  كيف لا وأنت تلك العاصفة التي تعبر حدود القلب وتتلاشى فيه كالنور في تفاصيلها.
ورغما عنك فلدي حروفي وكلماتي أنسجها كما أريد ؛
وأرسم فيها ذاك البعيد .
أكمل القراءة...

الاثنين، 23 سبتمبر 2019

وهل الجَمال الّا سورية


لم يسبق لي ان شعرت بحيرة كحالي حينما اردت اِنتقاء احرفا لأنسج بها كلمات عن سورية.
فقد اِحتار الفكر؛ ورجفت الانامل وتبلَّدت العينين وتسمّرت وانا اكتب العبارات ثم اعود فأمسحها عسى ان اهتدي لتعابيرا اقوى واجمل لأنها سورية.
حطّت بها روح الحياة رحالها؛ وباحت لروابيها السعادة اسرارها؛ بلد الجمال والبهجة ليس للملل والكآبة فيها نصيب .
اِن اردت الخضار فهو كِساؤها، واِن اردت الأنهار فهي مياهها، اكلاتها لا يضاهي اهلها فيها أحد،  ولذة حلوياتها حديث الناس في كل بلد.
هي بلد السائح وموطن الغريب وارض الفقير، هي ارض الزراعة وتنوّع المحصول، هي بلد الصناعة وجودة المصنوع، وهي ارض التاريخ وعُنفوان الدول؛ وتلاقي الاديان وتسامحها.
سورية هي القلب النابض للعروبة وهي الشآم كنز الأحلام.
 #في_سورية
 تجد الجمال بكافة صوره، جمال الأرض وجمال الأخلاق وجمال البشر وجمال الالفاظ والكلام وجمال الصغار وروعة احاديثهم وجمال....وجمال.... وجمال.........
#في_سورية
 تجد الحدائق القريبة من بعضها والإهتمام بها ما إن تدخلها حتى تشعر بأن هناك حارسا على باب كل حديقة فقط لمنع الحزن والكآبة من دخولها، ثم ترى تلك العوائل مع أطفالها يفترشون العشب ويأكلون الفواكه ويغنون ويلعبون مع الأطفال وماعساك إلا ان تبتسم وانت تراهم يزاحمون جمال الحياة ويلاطفون نعيمها ويلفظون عبوسها.
#في_سورية
ترى اهلها انيقي الملابس؛ لا تدري ايهما الفقير وأيهما الغني، ايهما البعيد وايهما القريب، لأن ثقافة الجمال قد نالت منهم جميعا فكلا بما اُتيح له يطلب الجمال والروعة. 
#في_سورية
يُكلِّمك الطفل وكأنه بليغ حصيف ومع كل جملة يقولها يلحقها بعبارات الادب والذوق حتى يخيل اليك أنه ملاك بهيئة طفل "ليس ملاك يا صديقي إنما نتاج ثقافة وتربية في البيت السوري".                                               
#في_سورية
 تمشي على طرقاتها وتزاحمك فيها الحمامات والطيور ماشية آمنة "ليست طائرة " لانها تعلم ان لا اذية لها من احد فتعيش كما يحلوا لها وانا المستغرب الولهان المعجب "إنها ثقافة شعب ياسادة".
#في_سورية
 يعيش الفقير المُعدِم واللاجئ القادم والآسف النادم رغم ما حل بها من أذى.
#في_سورية
 ترى الاحتفالات وإحياء التراث والمعارض والفعاليات والرقص والدَّبكات.
ترى المسلسلات وانتاجها رغم الاذى الاقتصادي وينتجون الاعمال الرائعة رغم قِلَّت الإنفاق؛ يتقنون الاعمال لانهم رضوا بالقليل فعاشوا اجمل حياة وأمتعوا غيرهم وليس هنالك من سر سوى اصرار السوري وبساطته واخلاصه في عمله.
#في_سورية
 ترى الحسناوات الجميلات يَخطُرنَ شوارعها وكأنهن الدر المكنون والذوق وكل الفنون.
وكيف عساي ان اصف صبايا سورية وقد فاض الوصف فيهن وتغنّى الشِّعر وتزيّن بوصف جمالهن.   
حين تبدأ بالكلام يجذبك جمال حديثها ورقته؛ ونعومة لفظها ودقته؛ وتناغم تعبيرها وروعته.
تلاقيها عاملة فيدهشك عملها، وتلاقيها طالبة فيخجلك تواضعها وصدقها وتعاونها، وتلاقيها مثقفة فتستحي إن جاريتها.
#في_سورية
ترى طاقات شبابها تتفجّر في مجالات شتّى، فيحيون المبادراتالمبادرات، ويصنعون، البسمات ويلملمون الجراح والآهات.
#في_سورية
تجد الجوامع عامرة ما ان تدخلها حتى يسحرك ترتيبها ونظافتها وراوئحها الزكية. 
#في_سورية
 تجد المقاهي الرائعة والمطاعم الفارهة ، تجد المسارح والسينما، تجد المسابح وصفاء الماء.
 #في_سورية
 تتعلم الإقتصاد وعدم التبذير فهي ثقافة مجتمعا بأسره؛ يصنعون من الحبة قبة لحسن تدبيرهم ودقة خططهم فَيَحُولون القُبح جمالا والرعونة دلالا والنقص كمالا.
 #في_سورية
 تنتقّل بين محافظاتها وتأسرك كل منها بطابعها الخاص وتذهب إلى الارياف فتجد الخدمات كاملة، وبطون اراضيها للخير حاملة، وحتى النوافير والحدائق لاتخلوا في اريافها، فتتعجب هل هي مدينة ام ريفريف.
    اِنها سورية يا سادة، من لم يزورها فما رحل او  ارتحل؛ ومن لم يذق اكلها فما اكل؛ ومن لم يشرب ماؤها أو يتنفس هوائها فما لروح الحياة وصل.
مهما قيل عن هذه الأرض المباركالمباركة لا يكفي فهي اكبر واجمل من ان تختصرها الكلمات وتزينها العبارات فسورية بها دمشق وكفاها .
اللهم بارك لنا بشامنا ويمننا واحفظهما من كل سوء واصرف عنهما كل بلاء واحقن الدماء فيهما.
أكمل القراءة...

القيادة الرّاجحة

كان مغترباً في السعودية كغيرهِ يوماً هنا ويوماً هناك يَكلّ ويتعب فما من سببٍ لغربتهِ سوى إعالة أهلهِ ; روحهُ خفيفةٌ كالظّل وابتساماته حاضرة ، كان في قريته شبيهاً ب شارلي شابلن ألمانيا ، واسماعيل ياسين مِصر  ، أينما حل تكون النّكتة والضّحك ، تصرفاته عفوية بريئة ، أحبَّهُ الصغير قبل الكبير رحمة الله عليه ذلك هو محمد قائد الغراسي .
ومن ضمن قصصهُ الظّريفة المُضحكة مرة في السعودية دخل جامعٍ ما لصلاة المغرب "كما أذكر" ولم يكن معهُ سوى رَجُلين  أصرّا إلا أن يتقدّمهما للصلاة حاول جاهداً الرجل أن يتَهرّب ولكن إستسلم لإصرارهم ، تقدّم خطوتين وهو يقول في قرارة نفسه ياللهول كيف أكون إماماً وأنا لا أعرف القراءة ، بَدأَتْ أطرافه ترجُف ، يتلفّت يميناً ويساراً عساهُ يلمح أحداً يُنقذه ، أخيراً إستسلم للأمر ثم كَبّر للصلاة ، أكمل قراءة الفاتحة وأُذُناهُ تنصِت جيداً لصدى صوت من يأمَّهُم ، وحين أن قالوا آمين إطمأن فلم يزالا إثنينِ فقط ، ثم أكمل ركوعاً وسجوداً.
بدأ بقراءة الفاتحة مرة أخرى مُطمئنّاً "وهو لا يُتقن القراءة جيداً" وحين أن قال ولا الضّالين واذا بالصاعقة تضرب أسماعه كان الرد بآمين مُزلزلاً فقد أصبح خلفه عدداً من الصفوف ، إرتبك الرَجلُ كثيرا وتراقصت جوارحه رُعباً ورهبةً فهو لم يعهد أن يأمَّ أحداً فكيف بملئ الجامع .

ركع الرَّجُل مُسرعا ثم سجد وسجد من وراءه معهُ فما كان منهُ إلّا أن قام من سجوده وتخطّى الرّقاب حَذِراً وحمل أحذيته
ً وغادر الجامع دون أن يشعُر به أحد وتركهم سُجوداً
                                                       
لسان حالهِ دبّروا حالكم ههههههههه.

هذا الرجل لم يغامر هذه المُغامرة " كما رآها " بل دُفِع إليها ولم يكن كفؤاً لها فكان منه أن تركهم بلا إمام.

حين نتأمل ما آلت إليه الأوضاع في اليمن نجد هناك تشابه ،                                                    أتى أُناسٍ وشالوا حِملاً لم يَعهدوه أو يَخبَروه ، فكانت النتائج أن تُرك الوطن بأكمله يُعاني مأساة هذه المُغامرة المريرة  ، لم يدفعهم إليها أحدٌ كي نُبرّر فشلهم في القيادة ، إنّما أرادوها ، حاربوا لأجلها وحين أن  أخذوا المَقود تاهوا بين مفارق الطُرقات وصَعُب عليهم إجتياز المطبّات فكانت نتائج ذلك أن بدأت تنهار مركبتهم ولم يعرفوا طريقاً لإصلاحها.           

 حينما تدّعي المعرفة وتجهل البيانات فأنت ساذج مُخادع ، الإعتراف بالخطأ ليس عيباً وإنّما العيب الإستمرار فيه .
ماذا عمل بكم هذا الوطن التعيس حتى يأنَّ منكم ، هل تُدركون أي حالٍ أوصلتموه ، أوجعتم النّاس وأرعبتموهم ، زدتوهم فقراً وقهراً .

إمامُنا في القصة أرعبته أصوات من خلفه وحجمها وأنتم لم تلتفتوا لأنّات شعبٍ بأكمله بعد .
تداركوا الضّرر وحاولوا ، لستم وحدكم في هذا البلد ، سيجرفكم سيل غضبه إن لم تُعطوه حقوقه .
كل يومٍ تختلِقون مأساة ومسخرة ، رواتب الناس واختفت ، كهرباء وانطفت ، مؤسسات دولة تَوَقّفت ، حتّى التعليم أوشك على الهلاك .
نعم إنها الجمهورية اليمنية وياللأسف أضحت كذلك والسّبب أنتم .
تبلّدت مشاعر النّاس تائهة بين خوفهم من فوّهاتِ بنادقكم وهمّهم الذي كسر ظهورهم وهو إعالة وإطعام أهلهم ، كَبُرَ الخطب وَعَظُم ويئس الوطن منكم وأعيته حماقاتِكُم ، الوطن في القرن الحادي والعشرين ليس نزهة أو سُلعة كما كان ، من حقه أن يُبنى ويتم تشييدَهُ بعيداً عن سذاجات الحق الإلهي والطبقية والعنصرية ، تأمّلوا فقط أحوال العالم وحالِنا قد تهتدوا للصّواب ، إن لم تكونوا ذوا قُدرَةٍ في تأمين أدنى مقوّمات الحياة لشعبٍ أوهمتموه بادئ الأمر بالأفضل فاتركوا ماليس لكم ولا تتحجّجوا بالعدوان فقد طفح كيل الكثير من ذلك .
وفي الجهة الأخرى لدينا تحالفٌ همجيٌ لا يرحم ، إستباح دماء البسطاء وصَبّ لعناته على المساكين المقهورين ، يقتُل هنا ويُدَمّر هناك ومابينهما زادت آلام الفقراء وبرزت عِظامهم وأختفت لحوم أجسادِهم ، ولم تبقى سوى تلك الوجوه الغائرة لا تكاد تُفَرّق بين ضِحكها أو بُكاءها ، يقصفون البيوت الهشّة والمناطق العشوائية والخدمات البسيطة ، أي بلاء أوصلتمونا إليه يا تتار العصر ومغوله.
وشرعيةٌ تتخبط بين مسؤلياتها تُجاهَ شعبها وولائها لأسيادها ، ضاعت بسببكم المدن وأوشكت وتناثرت أشلاء الشّباب في معاركٍ تسببتم بها أنتم دون غيركم ، حتى من إغترب في أي دولة يُعاني منكم وتُصيبه لعناتكم وحماقات مُمثليكم .
أليس هنالك من أفواه تصدح ب كفى ويُسمع لها أم أنكم من تُقرّرون متى تبدأون الظلام ومتى تنهونه .
  عجيبٌ أمرُكَ يا يمن تهاوشت عليك الذّئاب ونهشتك ، فذاك ينهشُكَ إدّعاءاً بأحقيته وذلك يَنهَشُكَ إنتقاماً لأنك اكتفيت من بلواهُ وَلَفَظتَهُ ، وذلك ينهشك تحت غطاءٍ لم يستطع حمايته .
أوضاعٌ مريرة ومُزرية تسبّبت بغُصّةٍ بالحلق وشحرجات ، ومُستقبلٍ مجهول أصاب الكثير باليأس .
ورغما عنكم يا تجّار الحروب سنتسلح بأمل الفُرجة وسننجو.
Fuad
أكمل القراءة...

كتاب "بدائع الزّهور في وقائع الدّهور"

من أكثر الأشياء الّتي لا زلت أتذكرها ولم أنسى حتى أدق تفاصيلها هي لحظاتي المهولة "حينما كنت بالإعدادية" ، حينها وقع بين يديَّ كتابٌ إسمه لم يزل محفوراً بذاكرتي ، لم يكن إسم الكتاب مجرد إسمٌ دون ارتباطه بمحتوياته ، إنّما شمولية إسمه فعلا أُخِذت من تلك الأحداث والقصص الّتي بين سطوره فكان إسمٌ على مُسمّى .
الكتاب هو (بدائع الزّهور في وقائع الدّهور) ، قِصصه وهوائلها جعلتني في حينها بليداً أرى الحياة مُجرّد سذاجة إن لم تنحصر ضمن زاوية المنبر وأفكار من يعلوه.
لم أكن أمل من قراءته بل إزدتُ به شَغَفاً ، وكنت أروي أحداثاً فيه وكأنني حضرتها بالفعل  ، وحقيقةً مؤلفه عبقريٌ عرف حاجة المجتمعات الإسلامية حينها وما يُروي ضمأهم .
كثيرٌ من قصصهِ خُرافاتٍ مرويّة بحنكة ودهاء تتناسب مع شغف المُتيّمين بالقصص ، حينما يربطها بالقدرة الإلهية والكرامات لأوليائه .
ومن ضمن القِصص الّتي لم ولن أنساها كانت كالتالي :

كان هناك رَجُلٌ في الزّمن القديم من أيام آدم "عليه السّلام" ، تعمّرَ هذا الرجل أربعة آلاف سنة حتى أنه كان عائشاً في زمن النّبيين نوح  و موسى عليهما السلام .
كان إسمهُ "عُوج بن عنق " طُول هذا الرّجل عشرات الأذرع "من الأذرع القديمة"، وكان يتّكئ على جبلٍ لِضخامتهِ ، وكان إذا جاع يَمُدَّ يدهُ الى البحر فيأخذ منها الأسماك ثم يشويها بِقرص الشّمس ، وكان إذا غَضِبَ على قريةٍ ما يبول عليهم فيسحبهم سيل بولهِ ، وحين أن كان الطّوفان لم يتجاوز ركبتيه "يعني الزّلمة هذا كان عملاق عملاق ".
والظّريف أن كثيرٌ من أئمة الجوامع حينها كانوا يَخْطبون الجُمُعة من هذا الكتاب .
المهم بعد ذلك تبّين لي أن هذا الكتاب كان مُؤَلفاً من ضمن الإسرائيليات الّتي اجتاجت المجتمع "ولا زالت ".

وبعد كل هذه الصّحوة الفكريّة لدى الكثير نجد الإسرائيليات هذه تُعاود الظّهور مرّة أخرى "دون حياءٍ" في القرن الحادي والعشرين ، رؤية وجة إنسانٌ في القَمر حين يكون بدراً ، وثعبانٌ وَدُخانٌ يخرج من قبر أحدِهم ، ورجلٌ لم يزل في سردابٍ ما ، وأسماك نهرٍ تلتفَّ حول قَدَم أحَدِهم لتتبارك بِقُدسيتها .
ياااااااااااااخ أيُ عالمٍ نَعيشهُ وأي عالمٍ يَعيشه الكَفَرَة .
والطّامة الكبرى أحدهم قال لي يوما حين سألته لماذا نحن متأخرون عن العالم وفقط نستخدم مايتفضّلون به علينا
فقال رضي الله عنه : إنّ الله سخّرهم لِخدمتنا .
قلت له حينها مُنبهراً " آآآآ إذا هيك تمام "
(ثكلته بنت عمّت أمه اللي جابت أُمه"
أكمل القراءة...

الحنين والوطن المُنهك


تغيب عن وطنك بضع سنوات فينال منك الشوق لهذه القطعة المكلومة من الأرض، وتستميت دعوات الأحباب - في بعض زواياه - لإحضارك سالما معافىً ، يُتعبك أنين قلبك وشرود أفكارك ، تؤلمُك حدقات عينيك دامعة وهي ترتشف أطيافه من بعض صورٍ قد يتصدّق عليك بها صديقا بقصد إغاظتك ،ينحتك الحنين اليه تمثالا في معبد الآلام ، فتنفخ فيه الاحلام روحا من سِحر ريفيه وعُنفوان مُدنه ، يُناجيك جَمالهُ : ان اقبِلْ فأيام القُبح فيني لا تدوم ، يحادثك صمته بلغة حروفها معلولة ، وكلماتها عيون دامعة ، فاعلها مجنون ، ومفعولها ساذج بليد ، تبحث في قاموس مفرداتها عن نائب فاعل عاقل عساهُ يُنقذ ما تبقّى من نقاط كلماتها ان تتساقط.   
ثم يهمس لك سكون الليل في غربتك:  لم التردد.. ؟ ولهفتك اليه مفضوحة!
يُجيبه عجزُكَ : وما شأني به وقد اطفأت الحرب اضواءه وأيبست بعض خضاره.
تسري منك روح من لهفة وعشق ، يحملها براق الامل ، فتعانق اطياف الحياة سابحة في فضاءه ، فتشرب اُكسير الحياة الخالد في باطنه رشفات من نور وتفاؤل ، ثم يُقام سِجال بين حنينك اليه وخوفك من ما يجري فيه ظُلما وقساوة ، ينتصر الحنين في معركة ميدانها روح ظنّت يوما انها يائسة من العودة اليه ، ثم كان للقدر قراره وأصدر حُكمه بالعودة .                     
عادت الروح ، يَحملها جسدا جامدا الا من قلب يدفعه مع كل نبضة منه.
ومع أول خطوة على تُرابه حتى استحمّ الجسد بحمّام غُبارٍ نقل الى ذرات هذا الجسم حقيقة معاناة يأنّ منها اليمن .
ثم كانت رحلة سياحية انما في زمن الحرب .
من المهرة الى سيؤن ثم المكلا ومنها الى مأرب والبيضاء حتى انتهت بنا رحلة العناء في ذمار .
ما كان قائما فيه يوما قد وضعته الحرب ، وما كان نائما يترقّب قد ايقظته الحرب ايضا واخذ بيده بعضا من من خانوا هذا البلد .   
رسمت الحرب آثارها على وجوه الناس ، وفَرَش صيادوا الأزمات شباكهم على أقواتهم ولا يُطلقون جُلّه الا بصكٍّ ختمهُ دمُ المسكين وروحه.
كنت في المكلا فرأيت بعض شوارعها غارقة في مجاريها وخَضار خورها قد يَبِس ، ووجع الناس لا يحتضنه سوى سيلٌ من مسبّات لشرعية هاربة وتحالف غائب الا من حاكم اماراتي قد نصب كاميرة مراقبته تحت مهجعه المُطّل من تبّة عالية ، ليس ليرى مُعاناة الناس ، انما لينشر الرعب بين شعب ثقافته السلام.
 ثم في صنعاء ، وما ادراكم ما صنعاء ، اضحت الروح  الجميلة فيها بؤسٌ وعناء ، ّ قد خَلَتْ من كل اهتمام سوى نصب الشعارات "الخضراء" وسط شوارعها ، والصاقها على البيوت والجسور القائمة بل وحتى في المستشفيات والجامعات ، ورغما عن ذلك هي جميلة وما تزل ، إن تخلى عنها المعنيّون فما تخلّت عنها ضمائر كثير من ساكنيها وعشقهم لها .

قرأت على زجاج احد الباصات عبارة أضحكتني  تعكس حال اليمنيين وما يجول في خواطرهم ::
" اليمن كوكب المغامرات…… سنمووت بعد قليل "
أكمل القراءة...

الأحد، 22 سبتمبر 2019

الكِفاح المقدّس

في غياهب الأَزَمَات وترامي الصراعات وعمقها ، واستشراء اليأس وخمول التفكير وانعدام الأعمال ومردودها ، يأتي هذا الرجل بقصةٍ عشقٍ صلبة قويّة ، هو كاتبها وهو بطلها بل ومُخرجها ، محبوبته هي الأرض دون سواها ، كلّ يوم لديه موعدٌ معها ، يتوسّد ترابها ، ويداعب صخورها ، روحه في  جنباتها ، دمه يسيل كل يوم ليس في حرب البشر ، إنما يحارب الفقر ، ويقاوم الجوع بيديه الشريفتين ، سلاحه آلة يغلب بها قساوة الصخر ، ويدين تقهر إنفعالات آلته وهيجانها ، هو رجلٌ حياته محصورةٌ بين أهله ومكان عمله ، قوته زهيد وإرادته حديد وبأسه شديد ، استوطن صخور الجبال فلانت له ، وقاوم رياحها فخضعت أمام جبروته ، أناقته صفاء روحه ، ومظهره آخر طموحه ، يختلط عرقه مع غبار الصخر فترتسم لوحة من عنفوان اليمني الصلب في ملامحه ، رجلٌ جمع هِمَّةَ حِميَر ، وقوّة تُبَّعْ ، لا يعرف من الدولة سوى اسمها ومن السياسة غير بلواها ، ينام على ابتسامات أولاده البريئة الفقيرة ، ويصحو على دعوة من من تبقّى من والديه ، لا هم لديه سوى أن ينام متأخراً حتى لا يتأخر عن صراعاته مع  حظّه من صخور الطبيعة ، لم يَزُرْ وزارة أو يقابل مسؤول ، يأمل فقط أن لا تصل قذارتهم إلى ما تستطع ريالاته جلبها ولكنها وَصَلَت ، لا إضطرابات الدواوين وساساتها شأنه ، ولا تحليلات الحمقى ديدنه ، إنّما الحياة كيفما أُتيحت مطلبه وعنوانه ، لم يصادق غير التّعب والجهد ، يبتسم كلَ يومٍ دون شكوى ، ويضحك مع البلوى ، لا سلاحٌ يحمله ويعشق القتال كغيره .
رجلٌ اتّخذ البساطة أخلاقا ، لم أره إلا ضحوكا بشوشا مُكِِّدّاً تَعبا ، يعول أهله بقوة ساعديه وصدق إخلاصه
ذلك هو اليمني الحميري التّبع .
هذا نموذجا للإنسان اليمني يا عتاولة العصر ومرض الدّهر ، إن قطعتم عنه رزقه يجده بين الصّخور  ، ويبحث عنه بين ذرات التراب .
إن لوّثتم ماءه يستخرجه صافيا نقيّا من أعالي الجبال وأسفل الوديان ، إن حرثتم زرعه يُنبتهُ حتى في قمّة الجبل ، إن سرقتم طعامه فالأرض به حُبلى وهو لها عاشق.
هذا هو اليمني أيّها الظّلمة لم يغيره فقرٍ جلبتموه له ، أو عناءٍ كتبتموه عليه ، أو مالٍ سلبتموه .
إنّما هو تبّع يتجدد فينا كلّما زاد بطشكم وظلمكم ، هذا هو اليمني لا زال قويّا شامخا رغم العناء والتّعب .
أكمل القراءة...

فيلم هندي ممتع

كغير عادتي إستيقظت من النوم أول النهار ، أحسست بنشاطٍ لم أعهده إلّا إن نمت مبكراً ، ذهبت إلى كلّيتي ،  ثم غادرتها والجو صافيا هادئاً وشمس اليوم دافئة خفيفة تتغلغل أشعتها بين ذرات الجسم فتشحنه طاقة وحيويّة ، قضيت ما كان لي من أمرٍ هناك ثم انطلقت راجلا في زحام الشآم وروعتها ، أغراني الجو كثيرا ، وتكتّلات طلاب الجامعة بعد إنهاء محاضراتهم تتوزع هنا وهناك ، أبت خطواتي أن تتجه صوب السكن الذي يأويني كالعادة ، واتَخَذَتْ مسارا مغايراً هذه المرة صوب الخَضَار والجمال ، وَصَلْتُ إلى إحدى الحدائق الخضراء وهي واحدة من مئات الحدائق تتزين بها دمشق .
كل المقاعد في الحديقة مشغولة فهي ثقافة مجتمعا بأسره حين يقصد جمال الطبيعة وروعتها ليفرّغ طاقته السلبية أو يكون لدى العُشّاق مواعيداً غرامية ، لم أجد سوى العُشب أخضراً مُرتوياً متلألأً ندياً نظيفاً ، كانت إغراءاته كبيرة للإضطجاع والتّسطُّحْ ، وضعتُ حقيبتي بجانبي وتسطّحت ناظراً في السماء ، مستمتعاً بالهدوء الذي إجتاحني  .
 لم تمضي دقائق حتى كنت بطلاً بوليوديا .
رأيتها وأنا حاملاً شيئاً ما ثقيلاً "أجهله" ويحيطها مجموعة من شباب طائشين ، بدأوا بمغازلتها واعتراضها وهي تحاول الهدوء ، وما إن وَصَلَتْ إيديهم إليها بَدَأتْ تصيح ، وما كان مني إلا أن رَميت بما كنت أحمله وانطلقت إليها غاضبا مُتورمة عضلاتي وغاضبا وجهي ، حتى وصلتُ إليهم وبدأتُ أضربهم واحداً تلو الآخر مستخدماً كل حركات الكاراتية والجمباز حتى أصبح جميعهم صرعا وانقذتها ولم تكن سوى الممثلة الهندية الجميلة  #أيشوريا_راي .
تمالكتها السعادة وارتمت إليَّ تحظنني وبَدَأت قصة حبّ هندية ، لم أشعر بحالي وهنة إلا في أعالي جبال الهند الجميلة ووهنة في احد وديانها الخلّابة ونحن نغني أغنيتها الرائعة التي أحبها #Haye_Dil ، ترتمي إليّ وترقص وتتمايل وكأنها موجة ناعمة وأنا أتلقفها بين الوهنة والأخرى .
 لحظات رومانسية لم أعهدها ، وحين أوشكت تلك الأغنية والرقص الماجن على النهاية ، قَرَبَتْ مني كثيراً ، ثم بدأت تُقبّلُني وأنا دائخٌ في جنون العشق وصَخَبَ الموسيقى ، ثم اقْتَرَبَتْ من أذني تقبّلها ، حينها بَدَأتُ أشعر بحرارة الشمس ، بعد ذلك قَبَّلَتْ خدي قبلة خشنة ،ثم بدأتُ أقْشَعِرْ ، وأخيراً أخرَجَت لسانها وبَدَأتْ تلعقُ خدّي وكأن على لسانها   خطاطيف بطول بضع مليمترات ، بَدَأتْ تشدّ خدي شيئا فشيئا  حتى أصابني الرعب حينها واستيقظت .

وَجَدتُ بجانب رأسي قطة جميلة من قطط الحديقة  تلعق خدي وبقايا بروستد كان بجانب رأسي" يبدو أن أحداً ما قد أكل في ذلك المكان"  .
المهم آخر يوم أنام في حديقة أمانة.
أكمل القراءة...

دولة الفتى الزّعبلي

دولة_الفتى_الزعبلي

حينما كُنت صغيرا كُنت مشدوهاً بالزوامل الشعبية (ولازلت)  وايضا الحزاوي التي كان يتبرّع بها احد كبار منطقتنا آنذاك ويرويها لنا بطريقة آسرة بعد ان نتجمّع بضع مراهقين ونكوّن حوله حلقة، منصتين ومشدوهين لاسلوبه الأخّاذ، كنّا معظم الاوقات نبحث عن المتعة اينما حلّت وكأننا في سينما شاشتها فاه القآص.
حينما كان يُسافر هذا الرجل لكسب عيشٍ لأبناءه كُنّا نفتقد المُتعة ونبحث عنها في اماكن اخرى الى ان يأتي، كان اسمه الشّائع الرزامي " توفّى رحمة الله عليه".
كان في قرية قريبة منّا شاب اسمه محمد، قيل لنا حينها انّه يقول الزّامل دونما حتى تفكير ، تتراصّ الالفاظ في فيهِ رصّاً مكونة زواملا وحِكَم.
قررت الذّهاب اليه والاستماع لبعض مما عنده ، ذهبت اليه مع بعض اصدقائي حينهاوهو يمضغ القات في ديمةٍ تعلو تبّة صخريّة فوق قريته، قعدنا معه الى ان طلبنا منه ان يُسمعنا آخر زاملٍ قام بتألفيه فأسمَعنا #زامل_الفتى_الزعبلي:

قال الفتى الزعبلي دارس
سِرتَ اشتكي عند ابو فارس
جوّب وقال روح ياحارس
والله العظيم بقتل النّامس

ونحنُ مشدوهون ومنجذبون اليه وهو يُقوله مع تلحينٍٍ ما ، فقد كانت نظرتنا الى الشّعر في ذلك الوقت ان تبرُز القافية وتنتهي الجُمَلْ بنفس الاحرف مهما كانت دلالات الكلمات، وما ان انتهى حتى صفّقنا له وحيينا ابداعه وهو يُثني على حاله كثيرا ونحن نغبطه كثيرا، ولشدّة اعجابي بهذا الزامل حينها - الذي كلما اقوله الآن اضحك - كتبته في ورقة وحفظته والى اللحظة لم انساه.

كثيرا من مُتصدري المشهد السياسي والاجتماعي اليمني على مدى عقود يتفوّهون بكلام يُشبه زامل الفتى الزعبلي، كلام ساذج لايقوله الا المُهرّجون، لا يعرفون تنسيق عبارة مُكتملة واحدة، ثمّ تجدّ اتباعهم يُنمّقون هرطقاتهم وكأنها حِكمٍ قيلت لاوّل مرّة ويعملون لذلك الحلقات والتفسيرات والتأويلات، ويقودون بتلك السذاجات شعبا تغلُبهُ الاميّة.
حينما استمع لمتصدّري المشهد اليمني في خطاباتهم او لقائاتهم لا اُكمِل الدقيقة مُستمعا، لا تجد جديدا في حديثهم او سلامة في لغتهم فماذا نتوقًّع  في بلدٍ تلك قادته.

ثُمّ تجد اُناساً لم يتصدروا المشهد يتحدثون بلغة فصيحة وتعابير سليمة ولديهم من الامتاع وجذب المُستمع ماكان يُتقنه الرزامي ويحملون من الشهادات العلمية والاكاديمية والابحاث المنشورة مايؤهلهم لقيادة هذا الشعب التعيس، ولكن ذنبهم انهم وُجِدوا في زمن التافهين ومجتمع الجهل فاستطاع مُهرّجو اليمن ابعادهم عن خِدمة بلادهم وقيادتها بقصد او بدون قصد.
ذلك هو حال اليمن وما نُعانيه من قسوة وظلم الا نتيجة لوباءٍ في عُقول متانح اليمن من كل الجهات.
أكمل القراءة...

الجمعة، 20 سبتمبر 2019

واقع مرير

#واقع_مرير
تمضي بنا الايام كفيفة في وطن سُرق منه الضوء، وتزاحمت في ارجاءه الفوضى ، عمّ الموت فيه واستشرى ؛ فما باله وهو سليلُها والفقر خليلُها والجهل وليدُها.
لا تحمل الايام فيه ايّ جديد في واقعٍ دون رئة - بل ايامي وواقعي - فلن اُعمم.
اصبحتُ صديقا لتلك المناظر التي تتباهى بِقُبحها وبؤس حالها على امتداد الطريق التي اسلكها حينما تبدأ ساعة يومي الكفيفة.

عُدتُ من مضمار اعتَدتُ سباقه ، انما مهزوماً ومُثقلاً باخبارٍ كريهة وكئيبة وجَدَتْ طريقها الى ذلك الجزء الصغير الجميل في عقلي فأوهنتهُ.
رَكَنتُ الى زاويتي الحنونة صامتاً اُداعب الهدوء فيها وحيدا ، واناجي #الامل الذي تاه حينما وضع التافهون دستورهم يقود الارض السعيدة.
فجأة….. سمعت صوته البعيد….. البعيد يقول :
ان كان لمناجاتك هدف سآتيك
اجبته : وهل هناك جدوى لحياة بلا هدف!
اقتَرَبَ قليلا ثم قال : وما هدفك في هذه الحياة؟
اجبته : ان اُنتِج كغيري واُحيي بِطاقتي شيئا من خمولها
قال : ومالذي يَعُوُقُك عن ذلك؟
اجبته:  انت، حينما تواريت وافْتَقَدَتَكَ هذه الارض.
قال : ان اليأس قد نَشَر جنودته فيها واطفأ كثير من شُعلاتِ جُنودي ، فما بالك تلومني؟
اجبته : #مالك_ياخبير_هم_الا_الحوثي_وهادي_جنوده_بس
اختفى صوته قليلا ثم قال : وتريدني ان آتيكم وهم من يحكمون فيكم!  ملي احترم نفسك وخلنا نكمل النّقاش
اجبته بأدبٍ -بعد ان نفضت عودا وورقهِ كان بين اصابعي -:
طيّب ولا يهمك… .. افهم من حديثك انك هُزمت في اليمن؟
قال : ليست السعادة سوى هروبا من الكآبة ، وليست العافية الا هروبا من المرض ، والحياة هروبا من الموت ، وانا لست الا هروبا من اليأس .
اجبته بعد ان نخشت ضرسي  بملخاخ :
آه… . فهمت قصدك ، تشتي تقول لنا لمّا نهرب من الحوثي وعبد ربّه حينها انت. ستحضر… .. ياخطير انتا.
خفض صوته اكثر ثم قال : وبعدين معاك.
قلت له : اذن لماذا  لا تأتينا على شكل ملك حتى تُنقذنا ؟
اجاب : لا تُجبِرُكَ الضرورة ان تكون ملكا لتكسب ذوق الملوك #الا_اِن_اردتَ_ان_آتيكم_على_شكل_التحالف_العربي؟
اجبته : لا ..لا انتبه انا فدا لامك… . ضحك الوغد.

قال : يا ود قائد قُتل حارس معبدي فيكم حين اُريقت اوّل قطرة دمٍ في ليلة بلا سماء ، ورقص الشيطان مع اشباحي حين ضيعتموني ، وشُلّت حواسي بين السنة اللهب التي اشعلها اوغادكم ، على انغام الكراهية، فوق حُطام ادّعاءاتٍ كاذبة  في اليمن الجريح.
اجبته باكيا : وهل اخطأنا حينما بذرناك جميعنا في نفس الحفرة طمعا بثمارك المشرقة النظرة؟
هل أغرتنا خصوبة ارض احلامنا اليمنية؟
تشنهج الامل وبكى مُغوّراً ثم قال :
لقد بكّيتني ياعاصي جدتك ،  قول لي ايش تشتي عشان اخدمك واهرب منّك.
قلت له : انا طالب دراسات عليا في جامعة دمشق ، بلا هويّة ، انتهى جوازي واهترى ولم استطع قطع واحدٍ جديد حتى استطيع السفر لاكمال دراستي ، فارجوا ان تتواصل مع جنود اليأس يرحموا شعبهم حتى في الجوازات .
قال لي مُتأوهاً حزينا :
طيب ولا يهمّك
اجبته مُتفائلا : اوعدني .
قال لي رزينا شامخاً : تُزان قيمة الوعود بقيراط النُدرة ، وكلما كَثر تناقلها على الالسن بَخُسَتْ اثمانها.
فغضِبتُ وصرختُ : #الله_اكبر_الموت_للامل_الموت_للشعب_اللعنة_على_الحياة_النصر_لليأس_وجنوده__الحوثي_وهادي
وكررتها ثلاثا
ثم لَطَمني لطمة شديدة لحتى حَرَف صابري وقال :
#قوم روح اِبذِل
أكمل القراءة...

صُنع القداسة الزائفة

كان عمي المهندس محمد المنتصر آنذاك عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي ، وكان بين الوهنة والأخرى يُسافر الى العراق في مهامٍ حزبية دون ان يلتقي الرئيس الراحل صدام حسين رحمة الله عليه ، كان حُبّ الناس لهذا القائد ليس له حدودا ، خصوصا في أُسرة آل المنتصر حتى أصبح لدى الكثير من اليمنيين الرجل المعجزة الذي تخطو أقدامه على الأرض وكل ذلك إنما كان نتاج قصصه البطولية المتداولة والتي تربّى جيلٌ كامل عليها ، كانت النساء والشباب بل والعجائز يرونه بمثابة الإله ( استغفر الله ) المُنقِذ ، بل ان البعض ذهب الى انه المهدي وسيأتي يوما يكون فيه هو الزعيم الأوحد بين زُعماء العالم.
كانت في قريتنا امرأة عجوزة طيّبة القلب ، لا يعرف قلبها سوى الحُب والحنان ، حينما كانت تسمع اسم صدّام فقط تتسابق دمعاتها جارية على خدّيها محبّة وعشقا لهذا الرجل ، كان اسمها " ذَهَبة" رحمة الله عليها.
كان ابنها حُسين يُحاول مرارا ان يستخرج منها قيمة القات والسجارة كلّما افتقد جيبه للريالات ولكنها كانت تزجره في كل مرة يحاول فيها.
في وقتٍ ما استعدّ عمّي للسفر الى العراق في زيارة لوفدٍ من الحزب ، وقد أُشيع هذه المرّة بأنه سيقابل الرئيس الراحل صدام حسين رحمة الله عليه " وهو ما حدث ".

أقبل حُسين الى امّه ذهبة جادّا ، على وجهه جديّة وانبهارا مصحوبا بالفرح والسرور لم تعهده فيه.
السلام عليكم يا امّه
هيا ايش تشتي يا مقصوف الرجاء
يا امّه العزّي مسافر العراق وبيقابل صدّام
(العِزّي الاسم الشائع لعمّي محمد المنتصر )
اتسعت عينا العجوز وابتسمت ولمعت عيناها بالدّموع وسُرّت بسرور لم تعهده بدا على وجهها
قالت : إنّا صدق انا فِداء لك عيقابل صدام
قال حُسين ايوه يا امّاه بس العِزّي قال ان صدّام طلب منك حاجة ترسليها معه
قالت العجوز : وش طلب انا فدا عيونه
قال الشّرير حُسين : قال صدام انه يريد منكِ سَمن
قالت العجوز : يوه انا فِداء له ، هيا اصبر ، ثم اتجهت الى صندوقها المُغلق واخرجت منه ما استطاعت توفيره من سمن بقرتها وتناولت اللّبن ايضا ووضعته في عُلبة بلاستيكية وهرعت الى ابنها حُسين ثم قالت :
امسك هؤلاء وقول للعزّي يسلم لي على صدّامي وجعلين على قلبه عافية.
ابتسم حُسين ابتسامة المُنتصر واخذ هديّة والدته ثم باعهن بطريقته الخاصّة وذهب الى السوق وابتاع وِلعته وعاد الى الدّيوان وخزّن تخزينة صداميّة لم يعهدها ههههههههههه.

 ماتت ذهبة ولم تَمُت ذِكراها ، ماتت ولم تعلم ان جمال نيتها هو في شعبٍ كامل يسلبون قوته بأكاذيب يختلقونها ، يصوّرون لنا اشخاصا كآلهة ويضعون عليهم هالة قداسة تجعل المساكين من شعب تملؤه الأميّة يستغنون عن حقوقهم البسيطة في هذه الحياة مقابل ان يلتمسوا رضاً من الإله الزائف الجاهل ، يختلقون للبسطاء من الناس قصصا عفى عليها الزمن فهم يعلمون انها الغيث الماطر الذي يروي نباتهم في صحراء اوهامهم الزائفة .
ماتت ذهبة ولا زالت خِدع حُسين تمارس هنا وهناك في بلد انهكه الحرب والكذب… ............ بلى الحرب والكذب  .                                               

تقديس الأشخاص البسيطون العاديون هو مايُبدعون فيه ، وكأن هؤلاء الاشخاص الذين لا يمتلكون شهاداة ، مخلوقون من الكريبتون واخوة لسوبر مان .

لا تُقدّس احدا الا ان تَذْكُرْ محاسن ماقدّمه للحياة فقط فليس كل مايلمع ذهبا ، قد يكون ذهبك لم تكتشفه بعد ، ابحث عنه ولا يَغُرُّك تلميع ما لاحد ما.
Fuad
أكمل القراءة...

كلّه على الله

#كلّه_على_الله
اصبحت هذه العبارة على لسان البعض دستورا يُحلّ لهم العيش مع المخاطر واسباب الهلاك وكُلّه على الله.
فمثلا :
تجد احدهم قد بدأ فيه مرضا ما، وما ان تقول له اذهب الى طبيب ، يُجيبك - رافعا سبابته وعُنقه الى السماء - قائلاً :
على الله ، ثم يشتدّ مرضه الى ان يموت مُعتقدا وجازما ان الله اراد له ذلك.
تطلب من احدهم - لم تَحمِل امرأته باولاد على الرغم من مضي وقت طويل لزواجهما - ان يذهب للعلاج فقد يكون سبب تأخر الحِمل بسيطا ومقدوراً عليه.
يُجيبُك : لم يأذن لي الله بعد بامتلاك الاولاد وكُله على الله.

وانت مسافرا في خطٍ طويل ضيّق مُزدحم يقود السائق بسرعة جنونية مهولة، وحينما تطلب منه التهدئة والتّأنّي يُجيبك بكل برود غير آسف  "على الله"

تكون في مجالس كبيرة وحينما تسمعهم يتحدثون آسفون وموجوعون عن آلآم الناس ومصاعب الحياة ويسردون المشكلات واسبابها وحلولها ثم يُخيّل اليك انهم بصدد التَّعَقُّل ثم حين تسألهم عن الحل يقولون :
على الله ،حينما يأذن الله سننجو من هذا البلاء.

اليوم - وبحكم ظروف الحرب - مندوب المنطقة يأتي بالغاز كل اسبوع مايزيد عن 100 دبّة ويضعها في الدور الاول لبيت
يتوسّط القرية باكملها، حدث تسرّب للغاز واختنق ساكني البيت من هول ريحة الغاز ، ثم تنبّهوا لذلك واستطاعوا معرفة مصدر التّسرب وتم بحمدلله تدارك الخطر.
وحينما طلبنا منهم اخراج دبّات الغاز من البيت حتى لا يحدث انفجارا لسبب كان ، فكلنا يعلم ماتعمله دبّة واحدة اذا انفجرت فما بالكم ب100 دبة فوق بعض، كانت الاجابة كالعادة :
على الله، لن يحدث شئ الا ان اراد الله ذلك ههههههههه
تخيلوا ان بعض العاملين على الغاز حينما ينقلون دبّات الغاز الى البيت يقذفونها فوق بعض مُتجاهلين امكانية حدوث شرر ناتج عن الاحتكاك الخشن للحديد وحينما نبّهناهم لذلك كانت الاجابة : على الله…………

الكلام  كثير والقصص كثيرة، يبدو اننا فهمنا ديننا وتعاليمه بشكل منقوص وخاطئ، ابحثوا عن الله يا اصحاب "على الله"، فستجدونه في السلامة والحذر ، ستجدون الله تعالى يحثّنا على البحث عن اسباب الاستمرار بالحياة والنجاة من كل ما من شأنه ان يُسبب الآذى، ستجدون الله يُعاقب كل من يُلقي بنفسه الى التهلكة.

حينما نظلم الله بادّعائنا وننسب اليه كل شئ من شأنه اذيتنا حتى نبرّر جهلنا وتخلّفنا فنحن نُساعد الموت في معاركه ونكون له عونا وسندا في كثير من الامور.

حتى مانعيشه من تخلّف وهوان وتأخر ايضا لان الله اراد لنا ذلك وهات يابي هات.
وباسمك يا الله اموت وباسمك اقتل وباسمك امشي بين الرصاص وانط من السيارة من الجبال، وباسمك يا الله يحارب كل خصم في اليمن ويتقاتل الكثير باسمك.

ظلموا الله كثيرا بجهلهم وادعاءاتهم ولا حول لا قوة الا بالله.
أكمل القراءة...

فُكاهة استاذ

في صباحٍ باردٍ من ايام الزمن الجميل في مدرسة الفجر الجديد " بيت حلبوب " ، كان الطلاب ممتثلين لتعليمات القائم على الطابور المدرسي "احد المُعلّمين في المدرسة" ،       
وكان شديد الحرص على انتظام الصفوف حين التمارين والانصات جيدا الى مواضيع الاذاعة المدرسيّة ، كان كثيرا من الطلاب ليس لديه من شئ اكثر رهبة من ان يأخذ موضوعا ما فيها ويُلقيه ، حتى ان بعضهم كان يتغيّب عن الحضور لاسابيع في حال تم الزامه بموضوعا ما.

تم الزام احد الطلاب بان يقرأ القرآن الكريم  في استفتاح اذاعة صفّه - وكانت تلك اوّل مرّة له في الاذاعة الصباحية -،
#_كان_واقفا_في_آخر_الطابور_وكيل_المدرسة_وقد_كان #شديد_البأس_قوي_الحضور_لدى_الطّلاب.
بدأ مُشرِف الثقافة - في ذلك الفصل - استفتاحيته ثم قدّم هذا الطالب ليقرأ القرآن.
بدأ الطالب بالقرآءة ( مُتلبّكا مُرتعشا مُتأتِئاً ناظرا الى الاسفل ):
بسم الله الرحمن الرحيم
والضَُحى… آآآ… . والضُّحى… . كررها اكثر من مرّة حتى ادركنا كُلنا انه لفرط خجله ورهبته قد نَسيَ مابعدها ..
ثم بدأ غالبيتنا يضحك خُفية ورهبة من ردّ فعل مسؤل الطابور .
ثم فجأة سمعنا صوتا جهوريا قويا آتيا من خلف الطّابور ، زلزل مسامعنا ومن نبرته بدا وكأنه حنقا على ما كان من هذا الطالب ، كان صوت وكيل المدرسة وقد قال :
والضحى و الليل اذا يغشآآآآآآ…………هههههههههههههه
قالها مادّا اياها حتى يُذكّر الطالب بما بعد والضّحى .
انا كنت في اول الصفّ ، لم استطع تجاوز الموقف وبدأت الضّحك رافعا صوتي ، فما كان من الوكيل الا ان اقبل اليّ مُزمجرا يهزّ عصاه بيده وسألني بقوة ليش بتضحك وهمّ بضربي ، الا انني بادرته ضاحكا :
والضُحى والليل اذا سجى مش والليل اذا يغشى يا استاذ ههههههههه
ثم حكّ رأسه وانصرف عني ضاحكا خجلانا وضحك الطابور باكمله وضحك بقيّة الاساتذة وضحك الطالب المُتئتئ ، وحينما ذُكرت هذه الحادثة في الدواوين ضحك المُخزنون جميعا.
#الله_على_تلك_الايام.
أكمل القراءة...

الحب انتِ

بين لُؤم الحياة وتعاسة الوطن وقتامة الضوء تبقين انتِ، تنثرين السعادة على قلبي صلوات وحُبّ، وترسمين الامل في عيناي كُحلاً، ترمين اليأس في روحي بمقذوفاتك القاتلة ابتسامات وطمأنينة، تَحرُثين بُستان حياتي حين تَنبُت فيه بذور الكآبة وتسقينه شهدا من شراب حروفك ونعومة كلماتك فتتركينه نَظِراً جميلا تتوسطه مُتلألأة وردة الغرام الاولى والاخيرة…  انتِ ولا سواكِ.
ايّ نِعمة اجمَلُ منكِ ترصدين آهاتي المريرة دون بوحي بِها وتُبرمجين ترددها على قَمَر التفاؤل سات فتنصع قناتي على ارتداد مُقلتاكِ وانتِ تنظرين شاشة ايامي امامك تَبُث حلقاتٍ عن "انا وهواكِ".
غاليتي وطبيبتي حين تُصيبني حمّى الشّرود والتيهان من واقعٍ قاسٍ، تأتيني بمزيجٍ الحُب و الجِدّ، فتحقِن به لحظتي، وتَحُولُني غنيمة لِشِباكِ قَارِبَها.

نجمٌة تلمعُ في فضاء عُمري، لن تنطفي او تبْهُتْ دامت تُمارس بريقها في سمائي.
سليلة الامل انتِ، وبنتُ الذّكاء، وصديقة المَجد، وامينةُ العِشقْ، ورهينة الذّوق، وموطن النّور، وعدوّة اليأس، واستاذة الاخلاص، ومهندسة الكلام.

#دُمتِ_لي_ودام_نورُكِ_وحضورك.
Fuad
أكمل القراءة...

حدث في اليمن

#حدث_في_اليمن

1) :
كان في الجبهة كغيرة من المساكين يُحارب من اجل قضيّة آمن بها واستطاع تُجّار الحرب السيطرة على عقله ولُبّه، كان  اباً لثلاثة اولاد.
مَضَت عليه الايام وهو كغيره كُثر يلتحفون التراب ويتوسدون الصخر مختبئون في غرفٍِ حجرية ضيّقة ، فيها فتحة صغيرة تكفي مساحتها لاخراح فوهة بندقيته ليقتل خصمه الآخر من بني جلده ووطنه.
في يوم ما هجم عليه ورفاقهِ خُصُومهُ - اليمنيون المساكين ايضا - وقتلوا من رفاقه ماقتلوا ، اما هو فقد حنّ عليه القَدَرَ واوقعه اسيرا لديهم ، اخذوه وزجّوا به في السجن حتى تحكُم فيه الايام واحداثها ، اذ لا قاضي في هذه الحرب سوى ما تقتضيه احوال ايامها ومعطياتها.
مَكَث في سجنه ثلاث سنوات وليس من احدٍ اعلم بحاله فيه الا ربّه ، ثم كان لمعطيات الايام سيناريو متكرّر ومعروف، حدث تبادل للاسرى، حنّ عليه القَدر مرّة اخرى، اهله لم يسألوا عليه او يستقصوا اخباره، فاحوالهم التعيسة الفقيرة كفيلة بصرفهم عن تتبّع اخبار ابنهم، كان احد قادته هو عين اهله عليه وسَمْعِهِمْ.
وبعد انقطاعه الطويل عنهم، ذهب اباه الى قائده ليسأله عن حال ابنه، ردّ عليه القائد مواسيا له ومُهنئاً ايّاه باستشهاد ابنه، وانه قد اِستُشهد محاربا بطلا في صفّ الحقّ وجنوده، وحينما طالب بجثّته قيل له انه قد تشوّه ودُفِن في مكان موته.
وبعد ثلاث سنوات من غيابه تمّ اطلاق سراحه في صفقة تبادل كان للقدر يدا فيها، عاد الجندي المجهول الى بيته راسما خيالا واسعا…  واسعا لِلَهفَتْ أهلهِ لهُ، وتقبيل ابواه جبينه يبكيان حُرقة وشوقا، واندفاع اولاده اليه ، وحنين زوجة عاشقة هائمة فيه، وعناق اخوانه، وبيتا اشتاق لاركانه.
وصل بيته ثم كانت الصدمة و المُفاجأة.
وجد زوجته قد اصبحت زوجتاً لاخيه (استخلفها)، لم يستوعب الامر، حاولوا ان يوضّحوا له ماكان من اعتقادهم باستشهاده كما قيل لهم، انما كان الامر عليه اشدّ من ان يقبل عُذراً او يسمع تفسيرا، ياللهول زوجتي اصبحت زوجة اخي وانا حيٌّ اُرزق، لم يستطع لملمة جوارحه واخفاء دهشته وهوله، صَدْمَتُهُ كبيرة لم يستوعبها جسده المُنهك، اُغمي عليه وسقط ارضا، حملوه ثم اسعفوه الى مستشفى في مركز محافظته، وصل وبه شيئا من حياة وحين ادخلوه للعناية لفظ انفاسه الاخيرة.
#لم_تقتله_الجبهات_وقتلته_صدمة_واقعٍ_مؤسف

2) :
كان ذلك الرجل بسيطا هادئا باع نفسه لقسوة الايام بمقابل ان تدُرّ عليه ريالاتٍ تعيش منها بناته السِتْ  - حين ان كان لدينا دولة -، لم يكن لديه اولاد انما ستّ بناتٍ احبّهن وعشقهُن كأن لا بنات لاحدٍ سواه.
ثمّ كانت الحرب ومُدتها الطويلة، سرقت قُوتَ البُسطاء ومدخولهم، وجارتِ الدُنيا على فقراء اليمن، لم يكن يستطيع اعطاء بناته من قليل ما اعتدنّ عليه، قَلّ مدخول تعبه وسعيه، كَابَرَ مِرارا وحاول التّماسك حتى قيّدته حرب اشعلها الظالمون، واستسلم لليأس المُحيط به والقى بجسده في ديمة على اطراف الوادي مُنتحراً ومُخلّفا ستُ بنات لِجَورِ الزمن وقوانين الظالمين.

3) :
واخيرا ذلك الرّجُل الذي باع نفسه للشيطان وقتل بناته الجميلات البريئات اغراقا وخنقا في صنعاء منطقة الصّافية (الصورة له ولبناته).
ايّ ابٍ قد ينحر بناته، واي جَورٍ قد وقع عليه حتى يُقدِم على جُرمه، انظروا في بناته لِتُدرِكوا اي وحشٍ تحوّل ليقضي على براءتهن وارواحهن.
لا اعلم كثيرا عن ظروف اقدامه على قتل بناته واسباب ذلك، والتفسيرات كثيرة وعديدة، انّما ما اعلمه واعيشه واراه
هو ان  الاوضاع في هذه البلاد "اليمن" وسوءها وقُبحها والفقر والجوع والظّلم الذي فُرض على اهلها والمُعاناة المعيشيّة المُرهقة والذُّل الذي خلفه الجوع ، كل ذلك كفيلا بأن نرى جرائما قبيحة وقصصا مهولة كما سردت لكم فوق.

#ملاحظة
#جميع_القصص_التي_ذكرتها_في_البوست_حقيقية_والله
أكمل القراءة...

انا وهواكِ

كان الليل قبل أن يُعقد على القلب رباطه لوحة نرسم عليها أحلامنا ونرشها بسحرٍ لقّنتنا الأماني تعويذاته الجميلة قبل أن تُسرق من لصوص الحياة، كانت أحلامنا بسيطة مخزونة في نقطة عميقة في سرداب ارواحنا التائهة المُراهقة ، شاخت الأحلام حين أصبح الوطن يأن ككهل تجاوز المائة عام ثم جئتي أنتِ فألقيتي تعويذتك السرمدية على القلب وأقمتي أسواركِ على فضاء الليل وحصرتِ ما كان مُباح فيه اليكِ فقط، ثم تسألين :
هل تجد الغياب ممتعا أم تهرب إليه منّي؟
تتجاهلين حدودك الممدودة، وتنسين أن الغياب ليس سوى غياب الروح وبرود القلب وهما تحت طوعك وأمرك، تلك محبوسة في سجن اشتياقك وذاك منتظرا دفئ لقائك، ما غِبتُ إلا لأن وطناً غاب عن الأمان وافتقد السلام والحُبّ وأنا جزء منه فَلِمَ السؤال؟ حينما ذبح الجزّارون - بعد ان أُخرِجوا من عُمق الظّلام - حُلِما كنّا نسعى إليه ذبحوا لهفة فيني أيضا فلا تستغربي، حينما سلبوا منّا نوراً أضاءته شعلة روح لِيمناً كاد أن ينهض يوما…  سلبوا منّي لهفة فلا تستغربي.
ثمّ تسألين أخرى:  أكلّما حدثتك عن حنيني تُجيبُني بوجعك على اليمن!!!
انتِ وطناً لقلبي وقلبي وطنا لروحي وجسدي، واليمن وطنا يحتوي كل ذلك، فما أنتِ إلا إحتواءاً فيه فلم السّؤال؟
ثم تسأل أخرى : ومتى ستُشفى من آلام الروح وأنينك المفضوح في الكلمات؟
حين يُشفى جُرح الوطن من خَبَث الحروب ومن بقايا فيروسات الظلام وطحالب الشّتات وسرطان الخُرافة، حينما لا تبكي الأم على ابنها المغدور دما ودموع، حينما لا يقهر الآباء صمتهم ووجعهم، حينما يجد التلميذ طريق مدرسته والمُعلّم قوت أولاده، حينما تخضرّ ارضه ويختفي الجفاف إلّا في الصحراء سأُشفى وتشرق أيامنا.     
ثم قالت:  ولكنني لم أُشفى منك وأُريد علاجا
شِفاؤكِ مني بُرهة حين اللقاء وشِفائي، وشفاء الوطن هو غاية نرجوها ولقتل الغاية يجب تحقيقها ، وسنقتل غايتنا معا حين يبتسم اليمن سعيدا وتسعد معه أرواحنا.

Fuad.
أكمل القراءة...

الكفاح المقدّس

في غياهب الأَزَمَات وترامي الصراعات وعمقها ، واستشراء اليأس وخمول التفكير وانعدام الأعمال ومردودها ، يأتي هذا الرجل بقصةٍ عشقٍ صلبة قويّة ، هو كاتبها وهو بطلها بل ومُخرجها ، محبوبته هي الأرض دون سواها ، كلّ يوم لديه موعدٌ معها ، يتوسّد ترابها ، ويداعب صخورها ، روحه في  جنباتها ، دمه يسيل كل يوم ليس في حرب البشر ، إنما يحارب الفقر ، ويقاوم الجوع بيديه الشريفتين ، سلاحه آلة يغلب بها قساوة الصخر ، ويدين تقهر إنفعالات آلته وهيجانها ، هو رجلٌ حياته محصورةٌ بين أهله ومكان عمله ، قوته زهيد وإرادته حديد وبأسه شديد ، استوطن صخور الجبال فلانت له ، وقاوم رياحها فخضعت أمام جبروته ، أناقته صفاء روحه ، ومظهره آخر طموحه ، يختلط عرقه مع غبار الصخر فترتسم لوحة من عنفوان اليمني الصلب في ملامحه ، رجلٌ جمع هِمَّةَ حِميَر ، وقوّة تُبَّعْ ، لا يعرف من الدولة سوى اسمها ومن السياسة غير بلواها ، ينام على ابتسامات أولاده البريئة الفقيرة ، ويصحو على دعوة من من تبقّى من والديه ، لا هم لديه سوى أن ينام متأخراً حتى لا يتأخر عن صراعاته مع  حظّه من صخور الطبيعة ، لم يَزُرْ وزارة أو يقابل مسؤول ، يأمل فقط أن لا تصل قذارتهم إلى ما تستطع ريالاته جلبها ولكنها وَصَلَت ، لا إضطرابات الدواوين وساساتها شأنه ، ولا تحليلات الحمقى ديدنه ، إنّما الحياة كيفما أُتيحت مطلبه وعنوانه ، لم يصادق غير التّعب والجهد ، يبتسم كلَ يومٍ دون شكوى ، ويضحك مع البلوى ، لا سلاحٌ يحمله ويعشق القتال كغيره .
رجلٌ اتّخذ البساطة أخلاقا ، لم أره إلا ضحوكا بشوشا مُكِِّدّاً تَعبا ، يعول أهله بقوة ساعديه وصدق إخلاصه
ذلك هو اليمني الحميري التّبع .
هذا نموذجا للإنسان اليمني يا عتاولة العصر ومرض الدّهر ، إن قطعتم عنه رزقه يجده بين الصّخور  ، ويبحث عنه بين ذرات التراب .
إن لوّثتم ماءه يستخرجه صافيا نقيّا من أعالي الجبال وأسفل الوديان ، إن حرثتم زرعه يُنبتهُ حتى في قمّة الجبل ، إن سرقتم طعامه فالأرض به حُبلى وهو لها عاشق.
هذا هو اليمني أيّها الظّلمة لم يغيره فقرٍ جلبتموه له ، أو عناءٍ كتبتموه عليه ، أو مالٍ سلبتموه .
إنّما هو تبّع يتجدد فينا كلّما زاد بطشكم وظلمكم ، هذا هو اليمني لا زال قويّا شامخا رغم العناء والتّعب .
أكمل القراءة...

الحب والحرب وصنعاء

وانا تائه في ضجيج العاصمة المقهورة ، ابحث عني في بعض اُحجياتها وامتداد زواياها ، اسأل عن كينونتي في شوارعها المزدحمة بؤس وعناء ، اراقب آهاتي وهي تمتزج مع اطياف الضوء الكاذب في بعض شوارعها حين الليل ، اتسلل في بعض ازقّتها الخائفة المرعوبة كعاشق بادئ يقوده الحُبّ دون وعي ، كثيرا اجد الوجوم القاتل قد مدّ سحابته على كثير من أحياءها متحدّيا رغبة البعض باستمتاعهم بما أُحلّ لهم على هذه الدنيا ، وجومٌ يقوده جهلٌ وتعصّب وتحدّي و يتكئ على معاناة الناس وهدوءهم.
ثم لا تخلو البهجة في بلد اضحى دون بهجة ، تقودني الذّات الحالمة الى شوارع جميلة قد انتشر اطفالها فيها ،تحومهم البراءة ويكسو اصواتهم -الباحثة عن الامان- النقاء، لا تعنيهم تلك الاشكال السائرة هنا وهناك والخاوية من كل مظاهر عصر الضوء والفضاء ، يحملون أداة الموت على اكتافهم ثم يغوصون بها في الزّحام اذا لا معنى للحياة لديهم دونها ، ولا تعنيهم اصوات طائرات الغدر فقد اعتادوها .
ابحث عني كثيرا علّي اجدّ بذرة حديثة جيناتها تحمل شفرات حياة أُجبر شعب كامل على خوض معاناتها حتى اغرسها في بستاني التي توشك بتلات ازهاره ان تتساقط كلما خطوت ورأيت زومبياً سائرا امامي.
سألت صديقا لي : هل وجدت ذاتك يوما وانت هنا؟
قال لي: تاهت مني كثيرا حتى وجدتها حين اتَّخَذَتْ من المعاناة صديقة ومن البؤس حافزا .
مازالت روحي تائهة وانا اتنقّل بين انين الشوارع   المُغبّرة وحنين الظلام للضوء في عاصمة القهر، حتى رن جوالي بأجمل رنّة وأنعم صوت في الوجود.
السلام عليكم… . اين أنت لقد اقلقتني .
حينها وَجَدتُ روحي وقد تسلّلت اليها نغمة الحياة الدافئة من سماعة الجوال.
ها انا آت لن اتأخر.
ابتعت فاكهة ومكسّرات وعُدتُ ادراج خطواتي صوب مسرى الروح الذي انسانيهِ لوهلة قهرٌ اصاب العاصمة.
وما ان وَصَلْت حتى اُشبِعَتْ الروح بطمأنينة العناق وروعته.
اعددنا مايلزم لسهرة الحبّ بين روحين طالما اظناهما البُعد واتعبتهما الشائعات المقصودة.
بدأت أُلقي النكات حتى تملأ مقلتي عيناي ضحكات لطالما اشتهيت اثارتها ، ثم بدأت اختلق غزلا من رَحِم الصمت المُخيّم على المكان ، ما اجمل ان ترى ملامح وجه المحبوب متنقّلة بين الابتسامات والضحكات ثم الخجل ، وكأننا مركز الكون وتدور الافلاك حولنا ، وتزّين لألآت النجوم فضاءنا .
احاطتنا الملائكة وفرشت اجنحتها حولنا حتى لا يستطيع الشيطان النظر الينا ونحن في سعادة تتوسط اجواء عاصمة واجمة .
ثم وهلة صوت مُرعب اخترق هدوء سهرتنا ، ورددت صداه السماء الواسعة ، طوت الملائكة اجنحتها وطارت من حولنا مرعوبة كئيبة فما اصعب عليها من سَرِقة لحظة سعيدة او قتلها ، ضحك الشيطان وامتدت موجة ضحكته حتى اضحت مسارا حَمَل ذلك الرّعب الينا .
كانت تلك طائرة التحالف وقد اشتاقت لسماء العاصمة المقهورة حتى تنشر شيئا من الرّعب بدا لها ان كثيرا من ساكني عاصمة القهر قد اشتاقوه ، قصفت كعادتها فقصفت مع ذلك الصوت روحينا.

حتى لحظات السعادة تم اغتيالها.
الشّكوالشّكوى اليك يارب!!!!! !
Fuad
أكمل القراءة...

الشوق وانتِ

كان الليل قبل أن يُعقد على القلب رباطه لوحة نرسم عليها أحلامنا ونرشها بسحرٍ لقّنتنا الأماني تعويذاته الجميلة قبل أن تُسرق من لصوص الحياة، كانت أحلامنا بسيطة مخزونة في نقطة عميقة في سرداب ارواحنا التائهة المُراهقة ، شاخت الأحلام حين أصبح الوطن يأن ككهل تجاوز المائة عام ثم جئتي أنتِ فألقيتي تعويذتك السرمدية على القلب وأقمتي أسواركِ على فضاء الليل وحصرتِ ما كان مُباح فيه اليكِ فقط، ثم تسألين :
هل تجد الغياب ممتعا أم تهرب إليه منّي؟
تتجاهلين حدودك الممدودة، وتنسين أن الغياب ليس سوى غياب الروح وبرود القلب وهما تحت طوعك وأمرك، تلك محبوسة في سجن اشتياقك وذاك منتظرا دفئ لقائك، ما غِبتُ إلا لأن وطناً غاب عن الأمان وافتقد السلام والحُبّ وأنا جزء منه فَلِمَ السؤال؟ حينما ذبح الجزّارون - بعد ان أُخرِجوا من عُمق الظّلام - حُلِما كنّا نسعى إليه ذبحوا لهفة فيني أيضا فلا تستغربي، حينما سلبوا منّا نوراً أضاءته شعلة روح لِيمناً كاد أن ينهض يوما…  سلبوا منّي لهفة فلا تستغربي.
ثمّ تسألين أخرى:  أكلّما حدثتك عن حنيني تُجيبُني بوجعك على اليمن!!!
انتِ وطناً لقلبي وقلبي وطنا لروحي وجسدي، واليمن وطنا يحتوي كل ذلك، فما أنتِ إلا إحتواءاً فيه فلم السّؤال؟
ثم تسأل أخرى : ومتى ستُشفى من آلام الروح وأنينك المفضوح في الكلمات؟
حين يُشفى جُرح الوطن من خَبَث الحروب ومن بقايا فيروسات الظلام وطحالب الشّتات وسرطان الخُرافة، حينما لا تبكي الأم على ابنها المغدور دما ودموع، حينما لا يقهر الآباء صمتهم ووجعهم، حينما يجد التلميذ طريق مدرسته والمُعلّم قوت أولاده، حينما تخضرّ ارضه ويختفي الجفاف إلّا في الصحراء سأُشفى وتشرق أيامنا.     
ثم قالت:  ولكنني لم أُشفى منك وأُريد علاجا
شِفاؤكِ مني بُرهة حين اللقاء وشِفائي، وشفاء الوطن هو غاية نرجوها ولقتل الغاية يجب تحقيقها ، وسنقتل غايتنا معا حين يبتسم اليمن سعيدا وتسعد معه أرواحنا.

Fuad.
أكمل القراءة...

البين والحنين

بين حنينٍ وأنينٍ يتمايل ذلك القلب ، تارة تنتظم دقّاته وتارة تتسارع ، وتفكير أغوته الأحلام وأعيته إتّساع الأماني ، وأشرطة الشّوق لا تتوقف ، تختلق الأغاني الماجنة من تسابيح الظّلام ، وتعزف الكلمات ألحاناً من رسائل المحبوب ، تسكن العيون عند أطيافه ويستبيحها النّعاس مستسلمة آمنة .
هل سألتِ الليل عن معاناتي ، أغفو وأراكِ ، أقتربُ منكِ فتبتعدين وكأنكِ قوس قزحٍ وأنا أطارده في طفولتي ، شريد البال في أروقة الغياب ، تعيسة أمسياتي دونكِ ، تمرّين على رؤاً ستكون فترسمين أطيافاً من ثقةٍ وأمانٍ وحُبّ ، أستلطف السكوت أن يستمرّ حين تتحدثين ، وأغازل إزعاجُكِ حين تهدأين.
أشتاق إلى حياءكِ عند اللقاء ،  وأتمرّس على جرأةٍ أحتاجها .

أواهُ كم هي عنيدةٌ الأيام ، وساذجة عناوينها حين  تنقُصُكِ ، ومملةٌ السّاعات دون حروف تكتبينها أو حكاوي تقولينها حتى وإن كانت صغيرة السِّنّْ طُفوليّة.

وفي ميادين الوعود لديَّ معاركٌّ شديدة مع العِناد والحظوظ التعيسة ، أختزل أشواقي في عهودٍ أقولها وتكاثرتْ ، ثم تبتسمين وتهدأين ، تعلمين لهفتي وحنيني وتتجاهلين مبررات أختلقها .
سحقاً لذلك الحُبّ حين يكون في زمن الحرب ، وتلك المسافات التي تمنعها المآسي أن تتقارب ، وتلك اللهفة حين يقهرها الجمود الذي أنتجه الواقع المُرّ.
ستنتهي الحرب يالغائبة وستكون أجمل ذِكرانا وأروعها #الحُب_الذي_لم_تقهره_الحرب*
                                                                                   #Fuad*
أكمل القراءة...

فنان العرب وانا

الله عليك يا أبو نورة وكأنك كتاب أتصفح فيه سطورا رُسِمَتْ فيها أبجديات أوقاتي ، حين أفرغ من ساعتي مع ذاك البعيد أرفع تلكم السماعات وألبسها أذناي ؛ ثم أُقلّب كتابك ، فأمر على #مساء_الخير
 فأتذكر أول رسالة منه حين تأتي تلك الساعة الممتعة ؛ ثم أنتقل إلى صفحة #الرسائل
وأتامل معها تلك الكلمات المليئة بالسعادة والمنتقاة بعناية لتلامس شغف روحي ؛ وتهدئ أنين فؤادي وتروي ضمأ قلب تاه في النور النابع من معانيها ، كيف لا ففي أذناي رسائلك وجمال صوتك وفي خيالي رسائل المحبوب.
ثم أنتقل إلى صفحة #مجموعة_إنسان
 فأجد مجموعتي كاملة قد صاغها ذاك البعيد ، فأجد الورود في عيوني وأنا أتأمل أحاديث المحبوب ؛ وأراني فارساً إستلّيت سيف الصبر لهذا الفراق ولكن غلبني الشوق لتلك النجلاء .
ثم تأتي صفحة #إختلفنا
وما أجمل ما إختلفنا عليه ، هو يشتاقني أكثر وأنا أشتاقه أكثر وأكثر ؛ أنا أُحِبّهُ أكثر وهو يحبني أكثر وأكثر ، لم نتفق يا أبو نورة كما قلت فكلانا يرى أنه الأكثر ؛ فكيف بنا إخفاء ذاك الحب وذاك الشوق يتفنّن في فضحه.

#وكلما_نسنس من تلك المسافات الفاصلة هبوبا للذكرى    أُحمّلهُ ذاك السلام المليئ بطمأنينة اللقاء ؛ وشقاء البقاء بعيدا عن تحسس أحوال الغائب خلف المسافات الممدودة على فضاء الأشواق والمحصورة بين أنين القلوب المتعب وجمود البين الصلب.
فأنتي #بنت_النور تتوهجين في حياتي كمصباح يضيئ عتمة المكان وتنشرين ألوانك في عيوني كقوس قزح  بعد يوم ماطر وجو صافٍ غير أن ألوانك لا ترسم الأقواس ، إنما تحوّلها قلوبا وأسهم.
ثم تأتي صفحة #مذهلة وهي المذهلة
فطيبها قسوة جفاها ؛ وضحكها هيبة بكاها ؛ وروحها حدة ذكاها ؛ وهي مليئة بالأسئلة.
وحين وصلت إلى #شبيه_الريح لم أقرأ فيها أي سطر فذاك البعيد يشبه النسيم العليل ؛ ورائحة الورد الجميل ، يشبه الألوان ووفاء الخلان ،  يشبه الأمل والحب.
#عذبة_أنتي كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصباح الجديد                                                            كالسماء الضحوك .. كالليلة القمراء .. .كالورد .. كابتسام الوليد ، ومع هذه الكلمات والصوت الساحر أحسست كأني أطير بجناحين خفيفين وسبحت في عالم لا شئ فيه سوى التراتيل والأنغام ودفئ الأحلام وإنعدام الكلام ؛ مع تلك العذبة.
ثم تأتي #الأماكن التي لم تأتي بعد سوا وعود وعهود .
تأتي الأماكن وتحقن البال بذاك السرحان ؛ وتسقي القلب ذلك الثبات الفجائي بعد هيجانه من الصفحات السابقة ، أي الأماكن التي تشتاق لك ؟ ومتى تكون وأين تكون؟ ثم تسائلت وهنة ، يا أبو نورة ألم تراعي حين أن غنيتها أن هنالك قلوبا لم تجمعها أماكن بعد ؟ وعيونا لم ترتسم فيها صورا إلا خيالا؟

رغم أنني أعدت الأماكن مرة تلو الأخرى ، لم أعلم السر الذي جعلني لا أمل من تكرار سماعها ، وكأن بين ثنايا كلماتها قوة جذب غريبة تأسر إنتباهي وتحبس جوارحي بأكملها في سطور كلماتها ، ودفئ صوت الفنان وإجتهاده في إبداعها.
ورغم إنعدام الأماكن بالنسبة لي فقد خَلُصت منها إلى أن الأماكن التي مر فيها ذاك البعيد عايشة بروحي وأشتاق إليها وسألقاها.
كتاب طويل وممتع يافنان العرب وصفحات كثيرة لا تخلو من الإبداع والإمتاع وكأنك رسول للذوق الفاضل ونبياً لوحي الخيال.
أنهيت ذلك الوقت وأنا أقلب صفحات كتابك حتى كانت #المعازيم تتذيل الترتيب فتوقفت عندها حتى يأتي وقتها فما فيها لم يأتي بعد .
أكمل القراءة...

الليل والذكريات

يمرُّ اللّيل هادئاً كعادته دون أن يعلمَ أحوال تلك الأرواح التي يُزعِجُها سكوته ، فتتهادى القلوب بين ثنايا الضّجيج الذي يُحدثه الشّوق ، وتقتحم الذّكريات أسوارَ الفِكر ، فتصيبه شُروداً سابحاً في خيالٍ لا يخلو من إبداعَ الوَقْعَ الّذي يُحدثه المحبوب.
يأتي اللّيل فَتَهجُرُنا الأضواء ، ويصحبُنا ظلامه سويعات وليس فيه من جميلٍ سوى قدرته على جمع شتات الذّكرى ، وعميق التأملات حين يبدأ ذلك البعيد بفرش أجنحته الطّيفية على محيط الفضاء الهادئ الذي يُحدثه اللّيل في عيوني.
  وكأن ذرات هواءه قد سكنت وهي تستمتِعْ بتلك المناجاة الصامتة التي تصدرها الأرواح بعيدة المدى ، عميقة الصدى .                                           
هو مُستَعمِرٌ  برئٌ ، لا يُدرك بأنه إستعمرَ ليلي وأحاطه أسواراً منيعةً فمنع عنه الكثير من المُباحات حتى النّوم.  أقمتُ له محكمةً في خيالي ، فكنت المُدّعي عليه وكنتُ محاميهِ ،  وكان العِتابُ هو القاضي بيننا ، ثم غفوتُُ مهزوما كعادتي .
Fuad#
أكمل القراءة...

موجوع وانا عنكِ بعيد

موجوعٌ في بُعدي عنكِ كوجع وطني وهو بعيداً عن الأمان ، تتراشقني الإضطرابات كأمواج البحر الهائجة ، لست أدري من أي عمقٍ تخرج تلك التنهيدات الأليمة ، أعُمقُ الحنين إلى اللُقيا ، أم عمق البوح في مآسي وطناً أنهكته حروب الجهل ، أهيم في أفكاري دون عِنادكِ كشخصٍ أطفأ المصباح في يديه ثم يشكو إضاعته للطريق ، وبليدٌ في لياليَّ دون حضوركِ ، أبتسم حين أرى النجوم رافعا عنقي من نافذة زاويتي الصغيرة ، لا الليل يهدأ فيه الجنون ولا النوم يحتضن الأحلام ، أنشِدُكِ حروفا من نورٍ تنسجها أماني الوحدة ، وترسمها عيون المشتاق لأيام الهناء ، تقتحمين هدوئي ويُرعبه بريق حضوركِ في الخيال ، ثم تشغلين البال دون رُحماكِ بالحال.

تمارسين طقوسكِ في معبد الحياة ، وأمارس أنيني في قسوة الأحداث ، قلبا أنهكته نبضات الشوق ، وبالاً أسرته أفكارٌ حادةٌ مُخيفة من المجهول ، وروحاً تشُدُّها آلام وطني فتتألم معها ، وعيوناً تتابع الخوف ، وضحكاتٌ لا يُخفى زيفها .

أضحك مع الأحزان حينا وأبكي مع الفَرْح ، وأرتشف السعادة مع صوتكِ كفنجان قهوة ساخن أعددتهِ أنتِ ، وأسابق الكلمات حين تبدأ ساعة التواصل قبل أن أستسلم مبتسما للجولة القادمة.

فهل تُدركين بأنكِ والوطن من يُمزّق أوقاتي
وجعي على اليمن ووجعي أنتِ.
                               
#Fuad
أكمل القراءة...

امي وابي ومعاناتهما

حينما كنتُ طالباً في الإبتدائية ، كان أبي مشغولاً في عمله لم نكن نراه أو نجتمع به إلّا ثلاثة أيام في الشهر وغالبا أقل من ذلك  ، أجبره ظرف عمله "في ذلك الوقت" أن يغيب عنّا كون قُوْتَنا إرتبط بذلك الغياب ، لم نشعر بحجم المعاناة التي كان يقاسيها ، كانت أجمل ساعاتي حينما يأتي في ساعته المحددة عند الغروب ، عندما نسمع صوت محرك السيارة الصفراء "الشّاص" التي يمتلكها جارنا ، والتي لم يعتد أبي أن يأتينا بسواها " إلا نادرا" ، حينها أتسابق مع أخوتي كي نحمل تلك الفواكه أو ما إستطاعت ريالات جيبه تأمينه ، يالها من لحظات لا تُنتسى ، حينما كنت أراه أهوي على ركبتيه كي أقبّل أحدهما وكانت دائما اليُمنى كما أعتدت ذلك ، فيقابلني بابتسامته المعهودة ويُقبّل رأسي ثم يدخل إلى البيت ، متّجهاً إلى أبيه " جدّي" مُقبّلاً ركبته ثم إلى أمه " جدتي رحمة الله عليها" يحتظنها ويُقبّل رأسها ثم يضطجع .

نُكمل نقل ماجادت به سواعده إلى أماكنها ، ثم نلتمَّ حوله وكأننا في أريكة من حنان تحوم حولها طمأنينة وسكينة .
وهكذا عهدته إلى أن بَدأتُ أولى خُطواتي في ميدان الحياة باحثاً عن أّوّل غيابٍ لي عن عائلتي راجياً عمل أجودُ به ريالات تساعدني وأساعد والدي ثم أكْمَلْتْ مشواري.

كانت أمي في معركتها مع الحياة" ولازالتْ" تنام باكرا وتستيقظ قبل الفجر متحدّية قساوة البرد ، نافضة إغراءات الفرش ودفئه ، مُستسلمة لداعي العمل ، مُلبّية لمطالب الحياة ، مُستمتعة بأناقة الصباح ، تراقب شروق الشمس وتسمع زقزقة العصافير وصياح الديك ، لم تهتم لتشققاتٍ بدت في كفّيها أو لسعات الجو ونوباته ، أجبرتها الحياة الريفية على جدولة أوقاتها ليس كتابة إنما ممارسة ، لم تكن لديها رفيقة في ذلك الوقت سوى تلك المذيعة على ذلك الراديو الصغير والذي لم يكن يفارقها ، ونحن في نعيم الفراش نتقلّب وبين الأحلام نتسلّى وهي ترفض أن نصحو إلّا حينما يجهز الفطور ثم ننطلق إلى مدرستنا بنين وبنات.

في كثير من الليالي كانت تأتي إليّ تصحّيني كي أذهب معها لإصلاح صنّور الماء كي يتواجد في خزاننا فأقابلها بوجه عبوس ورفضٍ "وكأن الشيطان كان يتلبّسني حينها " ثم تستسلم لعاطفتها وهدوء قلبها وتذهب وحيدة لتنجز المهمّة في وحوشة الليل وكآبة الظلام وتعود إلينا مغتسلة بالمياة  ترجف وأنا الابن العاق المستسلم لخيبتي.

في يوم ما وأنا في الإعدادية دخلتُ معها في مشادة ثم تركتُ بيتنا وذهبت إلى عمتي ومكثت في بيتها ثلاثة أيام حتى تصالحتُ مع أمي وعدت ، حينها كانت عمّتي متكفّلة فيّ ، تفاجأت أنّ كل أكلٍ تُقدّمه لي هو ما أحبّه ، لم أدرك أن أمي قد أوصتها بذلك ، وأخبَرَتها بما أُحبُّ من الأكل في كل وجبة بالتفصيل…  ولا زالت عمتي الحبيبة تذكّرني بذلك للحظة.

أمي ومن مثل أمي هي الرحمة وهي النعمة ، هي مأواي حين إضطراباتي وهي النّبع الصافي ، لن ترسمها الحروف ، أو تكفي الكلمات لوصفها ، هي هبة الرّب في الحياة ، السعادة إستوطنتها حين تبتسم ، ورافق الدنيا الشؤم حين تزعل ، كُلّ النور جُمع في قلبها  ، وتزيّنت هذه الحياة بوجودها .
كيف لا وهي الحياة بكل تفاصيلها .
حفظ الله أمهاتنا ورحم الله كل أم فارقت هذه الحياة.
أكمل القراءة...

الحرب في قلب امي

وأذكُرها كلّما شعشع الفجر بنوره ، وكلّما فَرَش اللّيل خيوطه ، وكلما ظلمني الواقع وقيّدتني الظروف ، أهيمُ في ميدان البُعد باحثاً عن ضوء حضورها ، وأُنس قربها ، لا دواءٍ لمعاناة السهر سوى بضع صورٍ أبحث عن روحي في تقاسيمها وعن سعادتي في إبتساماتها ، تَمُرّ الدقائق شاحبة كالعادة دون وحيٍ من فيض سناها ، حينها ألجأ لهدوء الليل وقمره ، فترتسم ابتساماتٍ خجولة ملئُها الحنين والأنين ، داء لا دواء له إلّا حين ذِكراها ، موجوعٌ وأنا أَسيرَ المسافات وحبيس المكان وأنتي في همّ الحياة وصعوباتها تكابدين كالعادة ، تمارسين هواياتكِ التي تعلّمتيها من أوجاع المآسي والمِحن ، عملٌ في النهار مابين الأعشاب والنارّ وهمٌ في الليل ثم صلاةٌ ودعوةٌ ، تشربين المعاناة وكأنها لبنٌ أبيضٌ ناصع ثم تبتسمين ، تعلّمنا منكِ الصبر والهدوء ولكن شتّان بين تمثيلٌ وواقع ، أفتقدكِ كثيرا وأشتاقكِ عُمراً ، كئيبٌ في بُعادي عنكِ ككآبة الوطن ، ومعدومة أوقاتي من أمانكِ  كانعدام الأحلام في حرب اليمن .

ستهدأ الحرب وتقف الدّماء "ولا بُدَّ من ذلك " حينها سنلتقي وسيعمّ الهدوء قلبكِ يا أمي واليمن .
حفظ الله أمهاتنا ورحم الله أمّ كل من فقدها.
أكمل القراءة...

الخميس، 19 سبتمبر 2019

مقابلة مع محشش

#مقابلة_مع_محشش
    المذيع : ماذا تعرف عن أوضاع اليمن حاليا ؟
المحشش : اليمن الان مثل سفينـة نوح فيها من كل زوجين اثنين ،اثنين رؤوسـاء , واثنين وزراء , واثنين وكــلاء , واثنين محافظين , واثنين مـدراء أمن وقناتي اليمن وقناتي عدن وبنكين مركزيين الأول شرعي والأخر ثوري
وبقية الشعب يبحثــون عن جبل يعصمهم من الخوف والجوع.
 المذيع : ما رأيك بالسياسة في اليمن
المحشش  :  السياسة في اليمن مثل الوتس آب عبد ربه أزال بحاح ، عبد ربه أضاف علي محسن ، بن دغر انضم الى مجموعة الشرعية بن حبتور غادر ، علي سالم انشأ مجموعة الحراك الجنوبي ، الزبيدي غير ايقونة المجموعة من الحراك الى المجلس الانتقالي ، الامارات متصل الآن ، قطر آخر ظهور قبل العقوبات ، السعودية صامت ، صدقوني هذه
 مش حرب هذه لعبة.

المذيع : ما رأيك في الأحداث الأخيرة  في عدن ؟
المحشش :  المعارك في عدن
قوات عيدروس تتقدّم لعند قوات هادي وبعدين  يرجعوا
وقوات هادي تتقدَم لعند قوات عيدروس وبعدين يرجعوا .

مدري من هو الحمار اللي فاتح لهم فيصل علوي ....
     
المذيع : ألا ترى أن وراء كل هذه الأحداث دعوات تسعى لتجزئة اليمن إلى يمنيين وإنهاء وحدته ؟
المحشش :     أعتقد أن الأمر ببساطة كالتالي :
  الشماليون الذين لم يعيشون أيام حكم الامام
ذلحين يشوفون الاعادة حقه
والجنوبيون الّي مالحقوش أحداث 1986
يشوفون ذلحين الاعادة
 وحصريا برعاية دول الخليج . 

المذيع : كيف ترى الفرق بين المؤتمر والإصلاح  والحوثيين ؟
المحشش :   كان المؤتمريون والاصلاحيون ينهبون المال ....
جاء الحوثيون ونهبوا المال والبنون ...
المذيع : كلمة أخيرة ممكن تقولها
المحشش : لا وفقك ياحسين الجسمي من حين غنيت "شوف الجبل واقف".
أكمل القراءة...

إنقاذ المُنقِذ

صديقا وأخاً لي كان طفلا صغيرا يحاول أن يزاحم الأكبر سناً منه في هواياتهم ، ويلقى منهم التهميش والسّخرية حتى أنهم كانوا يضربونه لشدة إلحاحه ، لم يجد يدا تشُدَّ عليه وتُشركه في ألعابهم ، كلّما أراد شيئا حدث له عكس ذلك فهو لم يمتلك حينها قرارا أو سندا يكون معينا لطموحاته كغيره.
وفي يومٍ ما وقف أمام رغبته شابٌّ شَرِس ، أراد هذا الطفل حينها أن يشارك شبابٌ بألعابهم وكالعادة نهروه ورفضوا حضوره ، أصرّ إلّا أن يلعب ، لم يحتمل الشاب الشرس تصرفاته حينها ثم ضَربَهُ وطرده من مسرحهم ، لم يجد هذا الطفل بُدّاً إلّا الذّهاب إلى خاله الأكبر سناً وأخبره بما كان من هذا الشاب وضربِهِ له ، أخذته حميّة الشّفقة حينها والإنتقام ، أخذّ بيد هذا الطفل مُزمجرا مُعَصِّباً ،  وذهب إلى هذا الشاب يريد ضربه إنتقاما لابن أخته ، أمسك الشاب الشرس بهذا المنقذ وبدأ بضربه حتى أوقعه على الأرض ، وبدأ المنقذ وهو ممدودا على الأرض بالصياح وطلب النجده قائلا للطفل ( روح شوف حد يفارع) أي إذهب واجلب أحد ما ينقذني ، ذهب الطفل واتى بمنقذ أنقذ خاله حينها .
بعد ذلك قام خال الشاب من بلوته وبدأ بضرب بن اخته قائلاً مرة أخرى لا تضارب الأكبر منّك ولا تلعب معهم ، ثم عاد الطفل باكيا مرة أخرى .
أراد هذا الطفل المقهور أملاً من خاله فكان منه أن زاد نكسته وخيبته ، حتى أنه قطع عنه الريالات الّتي كان يعطيها له حينما يقصده .
تلك هي حكاية التحالف في اليمن ، أتوا إلينا كالخال ، متوعّدين ومُزمجرين ، يحزمون شتات وطننا ويعطونا الأمل ويُنقذونا فتورطوا وغَرِقوا أمام الرأي العام وأغرقونا في الحرب والشتات  ، لاحزموا ولا عطوا سوى الدّماء والدّمار من أول تحليق لطائراتهم وأول قرار لساستهم.
حصروا الشرعية التي جاءوا من أجلها في زاوية صغيرة مذلولة خائبة متخبّطة لا قرار يقيمها ولا احترام لها يديمها ، من رضيّ لنفسه بالتّبعية يعيش دائما ذليلا محصورا .
كلّ أعمال التحالف في اليمن انحصرت بين قتل الأبرياء وتدمير مؤسسات وممتلكات الدولة ، وماهمهم غير ذلك لو أرادوا الخير لبلادنا لكانوا إحتضنوها ودعموا اقتصادها من سنوات وتجنبوا كل هذه الأحداث .
الأُسود في البراري حين تَمرض أسنانها ويصيبها الوَرَم أو العفن تلجأ لتغيير فرائسها من ذوات العظام الصغيرة الضعيفة ، وقد تأكل الإنسان لأن عَظمَهُ ضعيف ، كذلك الشعوب حين يصيبها الفقر والجهل تلجأ للطرائد الضعيفة ، وهكذا يَعُم الخراب ، وأيضا سياسات الدّول ببعضها ، فتلك هي غريزة البقاء.
لم تأتي الإمارات لتحررنا ، إنما أرادت ضرب اليمنيين ببعضهم ، لأغراضٍ رسمتها لن يضرّها مؤتمريا أو حوثياً في صنعاء أو إصلاحيا في مأرب أو إنفصالياً في الجنوب ، إنّما ميناء حَرَكيّاً نَشِطاً ومَدينة مُستقرة آمنة تَجذب رؤوس الأموال والمستثمرين ولكن قومي لا يتعلّمون. 

 ولم تَكُن السعودية يوما بِصَفّ الجمهورية كي تحميها الآن ، إنّما بُلينا بساسة غلبة عليهم غريزة المال ، وجَهَلة امتلكوا السلاح ودولة هشة رخوة لم تتعلم من الماضي فما بالنا بمعطيات الحاضر وأزمته.
التحالف شوكة في خاصرة الوطن لن يبرأ منها وكل شأنه خلق أتباعٍ له وفتح خزائنه لهم ، لن تستقر عدن أو تهدأ دام أمرها بأيادي غريب وأبناءها متناحرون .

لم يستطع التحالف (أو بالأحرى لم يُريد) تقديم نموذجا طيّبا على الأرض فكيف لا زال البعض يؤمن بأهدافه .
السعودية تؤذي المغتربين وفي هكذا أوضاع  والإمارات تقصف من أتت لحمايتهم فكيف بالبعض لازال يتغنّى بهم .
أسوأ إنقاذ في التاريخ هو إنقاذ اليمن ، وأسوأ جيران في الأرض هم جيراننا .

لا بارك الله بيومٍ دخلتم فيه بلادنا ، وطرتم في أجواءنا وقتلتم شعبنا ودمّرتم إرثنا وأوجعتم أحلامنا ولا بارك الله بأملٍ أعطيتموه لنا يا غزاة سفلة .
أكمل القراءة...

ستنتهي الحرب في وطني ولا بُدّ

ستنتهي الحرب يوما فلا شيئاً يدوم للأبد ، ستنتهي وقد أنهت معها أحلامٌ رُسِمَت وآمالٌ اِرْتُجَتْ ، ستصفوا السماء يوما من دُخان الطائرات وأتربة الصواريخ والمدافع ، لتحلّ مكانها أسراب الطيور مُحلّقة آمنة تملأ أفاق وطناً أُتعِب وأُنهِكْ ثم تُغَرِّدْ ، وستبني أعشاشها على الأشجار ، سيغدو الفلّاح لأرضه والطّالب لمدرسته ، ستعود فرحة الأطفال وسيتسابقون على ريمونت التلفاز كي يشاهدون مايُبهجهم ، وسيبتسم الوالدين حينها ويسعُل الكهل إن كانّ عائشاً ، لن يدوم هذا الحال للأبد فهكذا هي الحياة تعاسة وعناءٌ يتبعُها فرجٌ وهدوء ، لن تدوم الحروب ; بل ستتوقف ولو قليلا ولن تبقى إلا مأساتها مُرتسمةً على وجه تلك الأم الّتي أشتاقت لأبنها تحت التراب ، وتلك الأرملة يُصاحبها البكاء وهي تتذكر زوجها قبل أن تلتقمهُ الأرض ، وذلك اليتيم يهيمُ في جوانب العازة والحرمان ، ستنتهي الحرب ولن يبقى منها سوى أشخاص صاروا أرقاماً في قوائمٍ أعدّوها تجّار الحروب وإن تكرّموا "قليلاً " أرفقهوها بصورٍ لهم ثمَّ يتفاخرون .
ومع آخر طلقةٍ في هذه الحرب المجنونة سيخرج إلينا الجبناء ليتغنّوا بإنتصاراتهم وبطولاتهم وسيتقاسم الحقراء تلك المناصب التي قامت على أطلال البؤساء وأنين الضعفاء وفراق الأحبة .           
حينها ستأسف الأرض وتبكي ، وتتبلّد السماء وتَسْكُنْ ، حين تُدرِكان أن المعطيات قد عادت للبداية ولم يتعلّم المعنيّون بالنهاية .
حين نرى صانعي الحروب هم دُعاة السلام الآن فلن ننجو ، ستهدأ الحرب قليلا ولابد من ذلك ولكن دون وعيٍ أو دروسٍ أخذناها حينها سيعود إلينا رجال الكهوف ، وعشّاق الدّماء والحروب ، وسيُقبِل إلينا العُربان وأشباه الرجال وأسيادهم يدّعون الإنقاذ والحلول ، ثم تعود المعاناة .
حقير الأمس هو من يصنع الأمل بعد أن نزع قناع وجههُ الثاني أو الثالث " وما أكثرهم " ويتغنّى به الشاردون ، وذليل البارحة أصبح الأسد الضرغام حين غيّر نبرة صوتهِ ، وبطل المآسي والظُّلم صار متهمٌ خائن ، لن ننجو حينها إلا كغارقٍ ناجٍ من حفرةٍ دون أن يعلم أن حفرةً كبيرة تحتويها   .
دون نجاة الوعي ونماء الفكر واستيعاب العالم وما يحتويه ويديره فلا نجاة لنا ، لن نأمن دام فينا من يقتل باسم العرق والأحقيّة في زمن الكفاءات والعلم ، ولن نأمن في ظل العشوائية دون قانون يضبط وينظّم ، لن نستقر دام السلاح في يديَّ من أراده ومن لا يُريده ، لن يهنأ الوطن دامت الأحداث قد أفرزت دولة رخوة من جديد وجيشٍ متعدد الولاءات .
أكمل القراءة...

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

اعجب البلاد

#جعلوها_اعجب_البُلدان

#اوّلا__الشهيد:

في اليمن قتيل الحوثي شهيد ،وقتيل الاصلاح شهيد، وقتيل الانتقالي شهيد، وقتيل القاعدة شهيد.
هذا يعني ان القاتل والمقتول كلاهما شهيد في يمن العجائب.

#ثانيا__المشروع:
في اليمن مشروع الحوثي ينطلق من مشروع امّة وسيادة امّة، ويحرّكه الفهم الصحيح لكتاب الله وملازم القرآن النّاطق ( سيّدهم، بحسب زعمهم) وهو مشروع #الولاية والقَسَم له بالطاعة والخضوع، ومشروع الاصلاح ايضا مشروع امّة ويسعى لاقامة #الخلافة وتوحيد المسلمين في ظلٍّها ونصب المُرشِد، ومشروع القاعدة اقامة شَرع الله ومحاربة اليساريين والعلمانيين والكفرة ، ومشروع السلفيين اتّباع ولي الامر وانكار وتحريم كثير من العلوم باستثناء العلم الشرعي.
ومشروع كل منهم مُضاد لمشروع الآخر وهذا يعني مشاريع حرب وقتل بينهما الى قيام السّاعة او ان ينتصر احدهم ويفرض مشروعه بالقوّة.

#ثالثا__القادة:
ولا تجد جُلّ قادتهم من يفقه احوال العالم والعصر ومعايير بناء الدول بقدر فِهمه لاستقطاب الاجيال الصاعدة وتفخيخ عقولهم بافكار مشاريعهم.
#الحوثي لا يملك شهادة ابتدائية ويقود مشروع امّة

#الاصلاح تجد فيهم الكفاءات والمتعلّمين والدكاترة ولكنهم يذوبون ويصغرون عند اوّل فتوى او توجيه او عبارة يقولها مشائخهم، يعني تجد بروفيسور اصلاحي يصبح نعجة حينما يسمع هرطقة ما لشيخ فيهم ، ولذلك تجدّ فيهم من يخوض في السياسة وهو لايعيها ويتصدّر اعلامهم مثل البش مهندس صعتر والحزمي وغيرهما.
#السلفيين:  دواب الله على الارض لا يجدون الحياة تستحق ان ينظّمون لاجلها هيئتهم او يحلقون ذقونهم ، لا يريدون الا الآخرة ولذلك ينبذون كل متاحات الحياة ومُباحاتها واهلكونا - نحن الذين نُريد ان نعيش - معهم، والطّآمةّ الكبرى حينما يشُذّ احدهم وتقدّمه الظروف قائدا فيتحول من الطيّب الزاهد الراهب الى الوحش المُندَفِع الغاضب وخصوصا بعد ان يذوق شيئا من نعيم الحياة وتمتلئ طرحته بمالها فيتحوّل فجأة الى سياسيا يخدم ظروف من انعموا عليه، مثل الشيخ السابق والسياسي اللاحق أ. هاني بن بريك.

#الدّافع:
تجد دافع كلا منهم ودليله لمحاربة الآخر هو ايضا كِتاب الله ونَصرة دينه.
فتجدهم عند نقاشهم وحوارهم يستدلّون بنفس الآية الكريمة من كتاب الله ليبررون دوافعهم ضد بعضهم.
وعند الاختلاف تجد كلا منهم يفسّر ويبرر موقفه من الآخر بنفس الآية.
وعند مقتل احد اتباعهم تجدهم يستدلّون بالآيه التي تُهنا فيها بسببهم "ولا تحسبنّ الذين قُتلوا… "
وعند الحرب يستدل كلا منهم بالاية " وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة… .".
وهكذا قتلونا وجعلونا في ذيل الامم ولكل منهم مبررا في ديننا الذي ظلموه وظلمونا معه.

يعني من الاخر وضع اليمن كان هكذا وسيظل هكذا بسببهم الى ان يبعث الله لنا رجلا يحكمنا بعيدا عن ارضائهم .
أكمل القراءة...