كنت في محراب الحياة اُرتّل صلواتي الدّائمة وما زلت، وأناجي وحي أيامي - التي ستأتي - أن يمدّني بما يَسُر ويُبهج، أرشِقُ الضجيج الذي أنهك تفكيري بكلمات مسروقاتٍ من طيف الأحلام الجميلة، وهي توشِك ان تسحب آخر مآثرها من ارضي.
وأنا في المحراب، انتظر رسولا من القادم يُبشّرني بثقة وقوة تملئآن كياني الذي اوهنته تعاسة وطنه.
لا صوت يعلو فوق صوت الصمت الكئيب، استمع اليه مزعوجا من قتامة فحواه وغرابة رسائله، ألجأ الى ممارست عادتي الجميلة في الرّشق مُحاولا عدم الإستسلام لليأس، فأرشق الدنيا بابتساماتٍ هادئة أُحاول - وأنا اتأمّل الهدوء في روحي - ان اطرد منها كثيرٌ من التَّصَنُع.
قد يكون للوحدة اضرار، ولكن حينما يكون بديلها جُلساء تموت معهم الدنيا وينذوي الأمل، فالوِحدة نعمة وسَكَن، إذن فكيف اكون وحيدا وانا على ارضٍ موجوعة هي اليمن.
وأنا في المحراب الذي عُلِّقَت في جِداره ساعة لا تحسب الا ما يمضي من وقت قاسٍ وتترك ما يُبهج للفراغ الذي تركته الأحلام وهي تُغادر ارضي، عقاربها تمضي وتمضي، تدور وتدور دون ان تتوقّف، وحينما سألت ذلك الزائر - بعد ان انهى صلاته في المحراب ضاحكا واوشك على الخروج للبحث عن جُلساء - متى ستتوقف هذه العقارب عن الدوران؟
قال لي : لن تتوقف ابدا، فلن تعيش كما تريد اذا لم تعتاد عليها، فهي مستمرّة في الحركة طالما بؤس هذا البلد قائم.
اختفى الزّائر وما اختفت كلماته ولن تختفي.
فهل حقّا مكتوب على جبين وطننا المكلوم :
كثير من ابنائك بائسون.
ثمّ فتحت عيناي على وقع لفظ الجلالة وقد ارسله المؤذِّن لصلاة العشاء الى أُذني، فتحوّلت الدنيا جمالا وانصاع البؤس لعظمة الاله سبحانه وتململ، لِيُرسل قلبي نبضات تقول :
#الله_اكبر_دام_ربي_موجود_فسنكون_بخير_ونحيا_حتى_ان_كان_وطننا_اليمن
Fuad#
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق