في يوم ما من أيام الربيع الجميلة، والندى يقطُر بلمعان ساحر من خَضَارَ الشجر، وبياض زهر الياسمين يملأ الاجواء عَبَقُه، في عاصمة التاريخ والجمال والياسمين #دمشق
كُنت عائداً من حيّ المالكي، ارقى أحياء دمشق، بعد ان كُنت في مولٍ تجاريٍّ فيه لشراء حاجة ما.
واثناء عودتي من المالكي ولكي أعبُر طريقا مختصرا، كان ينبغي عليّ ان ادخل الى حديقة تشرين السّآمقة والتي تتوسط دمشق كأكبر حديقة جميلة في سورية، دخلتها من بابها المؤدي الى حي المالكي، ولأني قد اعتدت المشي فيها فقد حفظت الطريق الذي سيخرجني الى حيث اُريد.
#حديقة_تشرين في دمشق مشهورة باجتماع العائلات في العُطل ليلعب الصغار ويمرحون، ويتحدّث الكبار ويضحكون، ويسرق العُشّاق اماكنٍ ليتغازلون، ويبحث اللصوص ضحايا ليسرقون، ويتجوّل الباعة للرزق يطلبون.
كُنت عائدا وبينما انا اخطو في الحديقة وقعت عيناي على فتاة تجلس القرفصاء تحت شجرة قريبة من الطريق الذي سأسلكه، كانت الفتاة جميلة وحزينة وعيناها تملئان الدنيا ضجيجا وانينا وقد بدت كأنها تزاعلت مع حبيب لها ثمّ تركها وحيدة في الحديقة وغادر.
ما ان رأيتها حتى امتلأتُ بمشاعر الصياعة، واجتاحتني رغبة متوحّشة للاقتراب منها وتلطيشها، وانا الذي ما غَازلتُ فتاة قبلها قطّ.
اقتربت منها مرتعشا، وحينما كنت على مقربة منها وقد بدأت بالنظر اليّ باهتمام ثم قُلت :
#ليش_الحلو_قاعد_لحالو
نَظَرَت اليّ ثم ابتسمت ابتسامة حسرة وقالت :
#قرِّب_شوي
اعتقدت لوهلة انها قد استجابت لتلطيشتي الاولى، ثم بدأت اقترب منها وانا ارجف بشكل متزايد متسارع.
وما ان كنت امامها حتى تبدّلت هيأتها وحشا كاسرا مجروحا وحيدا وقالت :
#ليك_ولاك اذا ما بتضبّ حالك وتمشي من هون ببعتلك هدوليك العسكر يعملوا لك قتلة مثل اللي سبقوك، انقلع من هوووووون.
تراجعت للوراء وقلت مفزوعا بعد ان رفعت يدي اليمنى بهيئة الاعتذار :
#لا_لا_خلاص_العفو_العفو_ليكني_رايح
ثم هربت
وفعلا كان على مقربة منها عساكر وكأنهم ضربوا شباب قبلي حاولوا مغازلتها، ثمّ سلّم الله.
#وكانت_تلك_التلطيشة_الاولى_والاخيرة_لي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق