أيُعقل أن أكون جادا في هذا العنوان وأنا الذي أتأففُ كثيرا من سوءِ الحال الذي تعيشه اليمن وشعب اليمن؟
ثُمّ كيف بأزمةٍ يجد فيها الانسان روعة ما؟
مِن منا لم تمر حياته بصعوبات وظروف قاهرة، وكُلاً يجد المعاناة في شئ ينقصه، وحينما يبحث عنه ليكتمل به ولو بالمقدار البسيط تقف بينهما مُعَوِّقات كثيرة وتَحُولُ بينهما اسباب اختلقتها الحرب وعزَّز ثباتها في هذا المجتمع التافهون السيؤن.
نعم انا انسان كغيري اصابتني الأزمة بشررها الذي تطاير في كل منزل بعد ان نفخته افواه تُجّار الحروب والأذية، اجبرتني المفاجئات غير السارة على المكوث حيث انا حتى أكتمل مع تلك الباهية آمالا، وهي تشق بخطواتها - التي تتثاقل كل يوم بوافد/ة بكر - الحدود الفاصلة بين جامعتها ومنزلنا الصغير، وأرفض عروضاً وأعمالاً عُرِضَت عليّ إنما في محافظات أخرى.
اِحتجت كثيرا وكثيرا بعد ان اِبتَلَعت الأَزَمَة والبطالة التي مُنيتُ بها خلال أشهرٍ كُلّ مُدّخراتي التي وضعتها سابقا على مبدأ مَثَلٍَ سمعته لأول مرة من انسان سوري في مدينة حمص كنت قد استأجرت منه بيتا فقال لي يوما :
#خَبّي_قرشك_الابيض_ليومك_الاسود
خَبّأت قرشا واحدا ليومٍ أسودٍ ولكنه لم يكفي حاجتي لباقي الأيام السوداء التي توالت تِباعا دونما استعداد، حينها أدركت مَعناً عميقا علّمتنيه و فهمتنيه تلك الأيام، وجعلتني أؤمن بحقيقة وعمق هذه المقولة:
#رُبَّ_أخٍ_لم_تلده_أمك
نعم هذه هي روعة الأَزَمَة أن أظهرت بريق معادن أناس يبعدون عنا مسافات ويقربوننا أرواحا وسؤالا، بدونهم أوشكت سوئاتنا على الظهور والإنفضاح في عديد من الأمور التي عُرِفَت للقريب وابن العم ولم يُبدِ لها اهتماما.
أُناس هُمّ الأعزّ لدي غمروني لطافة وكرما دون تَمَننٍ أو بحثٍ عن مديح او شكر.
شُكرا من القلب وشكرا لهذه الأََزَمة " سيئة الذِّكر " التي أدخلتني الى جوهر كل شخص ظننته يوما عُكّازا ليوم عجز أمر به وأدركت من خلالها أنه أُكذوبة واهية.
فلكم منّا السلام اينما حللتم وظللتم وكلي أملٌ بأن ذلك اليوم حيث أكون فيه خادما لأخلاقكم وجميل صنيعكم سيأتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق