َاعلان

الجمعة، 2 أكتوبر 2020

المقوت المنتقم والمنظمات

كان في قريتنا في قريب الزمان - ولا زال - رجل يبيع القات كغيره من البائعين، وكان اتعسهم حظّا واقلّهم ربحا، كان رفقاؤه ينتهون من بيع بضاعتهم قبله بينما هو ينظر الى الموالعة ينتقون قاتهم من غيره. حَمَلَ الرجل في نفسه على الموالعة حقدا تراكم كلما كانت بضاعته تبوّر وبضاعة اقرانه حاضية. في يوم ما كان السوق متحرّكا ولدى هذا الرجل قات "حالي"، وبينما انهى البائعون قاتهم والطلب على القات شديدا، بَقِيَ هذا الرجل وحيدا في السوق. التمّ حوله الموالعة يتزاحمون بِنَهَمٍ ورغبة كبيرة، اندفن الرجل بين ايادي الزّبائن واختفى في تجمّعهم. كان يبيع المَربَط عند اوّل السوق ب70 ريال رابحا بكل مربط 20 ريال، وما ان اشتدّ الطلب قرر الرجل ان يبيع المَربط الواحد ب130 ريال كي ينتقم من كل الموالعة. تفاجأ الرجل بالناس تدفع وتتسابق وتتزاحم حول مايعرضه. لم يُعجبه الامر فقرر ان ينتقم منهم بطريقة اخرى، اغلق على بضاعته ثمّ صاح فيهم : المَربَط حقي ب135 ريال ولن ابيع الا لمن يدفعها لي كان الناس يقولون له سنأخذه ب140 وآخرين ب150 ريال ولكنه كان يرفض. كان الرجل يعلم ان الغالبية من الموالعة لا يملكون 5 ريالات وهو مادفعهم ليتسابقون الى البقّالات يبحثون عن 5 ريالات حتى انتهوا من اخذ كل الصَرف ( الفِراطة) في كل محلات القرية، ومن لم يجد حينها فاته القات. هذا الفعل اغاظهم كثيرا وظلّ الجميع يسبّونه ويشتمونه وبهذه الطريقة انتقم الرَّجُل من الموالعة وبهذلهم. ماتفعله المنظّمات والحكومات المتعددة في اليمن بهذا الشعب هو اشبه بما فعله هذا الرجل مع الموالعة، يكسبون من كل مشروع يكذبون عليهم به اضعافا مُضاعفة من المانحين ويطلبون شروطا تعجيزية من الآهالي المساكين لينجزون لهم مشاريعهم الكاذبة مع علمهم بفقر غالبيتهم وعجزهم. فمثلا في قرية بيت حلبوب ظهرت الامراض البائدة مثل الكوليرا والدفتيريا وسلبت الكثيرين حياتهم ومات شباب ونساء من القرية واصبحت كمنطقة موبوءة ولا زالت. وما ان اتت المنظمات والجهات المسؤلة اليها حتى وعدوا وزمجروا وارغدوا وزبجوا واستبشر الناس بهم خير واكل المسؤلون غَنَمَهم وابقوا لهم الامراض. كانت تأتي المنظمات لتوزيع الدّبات والكلور واشياء بسيطة وتافهة ليكافحون بها الكوليرا والدفتيريا والبلهاريسيا وغيرها….. ويستعرضون بسياراتهم الفارهة ويحشدون الناس طوابيرا لاعطاءهم الدّبة والكلور دون ان يتطرّقوا او يُصلحوا اساس المشكلة. المجاري ومخلّفات البيوت تطفح بها القرية وشوارعها جميعا وتتخمّر ثم تنتشر الروائح الكريهة والامراض والاوبئة في كل الشوارع لتصيب الاطفال والضعفاء. فياليت شعري كيف كانت المنظمات تخطو فوق مجاري وقاذورات الشوارع في كل زيارة. الناس لا يملكون الامكانيات لعمل بيارات وتصريف مخلفاتهم وكان الاولى بالمنظمات والجهات المهتمّة ان تساهم في التخلص من اساس المشكلة التي لازالت قائمة ومستفحلة…. نطالب بوضع حد لهذا العبث وان تساعد المنظمات اصحاب هذه القرية لتصريف مجاريهم. اليكم بعض الصور التي التقطتها من بعض الشوارع وماخفي كان اعظم. بالاضافة لصور بعض ضحايا الدفتيريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق