#بوتي_الاديداس_والبوكيمونات
حوار بيني انا وبيكمون حول الوضع الرَّاهِن جعلني استدعي شيئاً من ذكرياتي الأليمة جدا جدا جدا في الصِبا.
ايّام ان كنت العب مع فتياتٍ - بعمري بعضهن واُخريات يكبراني عُمراً - اللعبة الشهيرة آنذاك #حبس_الامان.
لم يَكُن التستوستيرون قد بدأ بالافراز بعد، ولم تكن لدينا نافذة على العالم سوى قناة اليمن التي كانت اغلب ساعات بثّها نشرات اخبار وبعض المسلسلات المحتشمة.
كانت تحذف كثيرا من مشاهد الافلام والمسلسلات بمجرّد ان تظهر فيها امرأة بشعرها.
ومسلسل دحباش الذي كنت اسهر له كل يوم في رمضان الى ان يبدأ ثم يغلبني النوم لاصحى كل يوم باكيا وهكذا دواليك، وبرنامج نادي السينما الذي كان يقدّمه عبدالملك السماوي وما ان يتمّ عرض الفيلم
( المحذوف نصفه) اِلّا وقد اوقف قلوب المشاهدين.
كنت كل يوم اذهب للعب الكرة، وكانت لديّ احذية مصنوعة من الرّبل الخشن والتي كانت بمجرّد ان البسها حتى تُحدِث جروحا تحت "عرقوبي" لاضطر الى قطع اجزاء منها للتقليل من الجروح، وهكذا كنت بعد كل مباراة اعود داميا.
كانت اقصى احلامي ان امتلك بوط "بوتي" من القماش كان اسمها #اديداس وذا لون اسود، الى ان تحققت امنيتي واشترى لي ابي ذلك النوع.
لم استوعب الامر آنذاك، كنت كمن امتلك حذاء ذهبية حتى انني كثيرا من الاوقات كنت اذهب للعب الكرة ولخوفي عليهن كنت اخلعهن والعب حافيا.
كنت امشي بهن متبخترا مُتعاليا وما ان اعود حتى امسح الغبار منهن.
بعد اربعة ايام من امتلاكي الاديداس، كان في ديوان جارنا اجتماعا من نوع ما او مناسبة ما ( لا اذكر بالضبط).
المهم ذهبت الى الديوان وخلعت الاديداس ووضعتهن بين الاحذية وبعد ان خرجت بحثت عنهن فلم اجدهن.
ياللهول، لم استوعب الامر، انهمرت دموعي وبدأت بالصياح والتمّ حولي البعض يواسوني وانا مصدوما وغارقا في مصيبتي، بحثت جاهدا فلم اهتدي لهن.
استسلمت للامر ولكن الغيظ ما زال في قلبي وديان وسهول، لم ادرِ كيفية الانتقام من ذلك السارق حتى سمعت احدهم يقول : عينتقم لك الله منه
وَجَدتُ ضآلتي
ذهبت الى الجامع لأول مرّة وبدأت الصلاة بعد ان سألت احدهم ماهو اقرب موضع يستجيب الله فيه الدعاء، فاخبرني وانت ساجد.
كنت اذهب فقط لأدعي على ذلك السارق بعد ان اُطيل في السجود بهذا اللفظ:
اللهم ياحنان يامنان ياذا الجلال والاكرام اهلك من سرق البوتي حقي وفطر قلبي، اللهم افضحه بين خلقك واجعله عبرة لمن لا يعتبر، اللهم صيبه بالامراض والوجع ياااااااااااارب.
اقسم بالله اني كنت اَمْتَزّ وانا ادعي بسجودي بحرقة وقهر.
وهكذا استمريت بالدُّعاء عليه والتَّرَقُب بالاستجابة لحتى نسيت وبطّلت اروح الجامع.
بعد فترة ( وقد تجاوزت ذلك العُمر ) اعترف لي اعزّ اصدقائي انه من سرق الاديداس حقي.
سألته ما مرضت او صار لك اي شئ من الدعاوي حقي؟
اجابني ضاحكا : بالعكس بعد هذيك السّرقة ادمنت على سرقة الاحذية من الجوامع ههههههههههه.
وصديقي البوكيمون - والحال بشكل عام - ينسب كل شئ لله ويترقّب.
يعني حسب رأيه فالحرب التي اهلكتنا هي بأمر الله
والحلّ ان حدث فهو ايضا بأمر من الله.
والجوع والفقر والمعاناة هي ابتلاء من الله ومانحن الا جنودا لتنفيذ ارادته……. ( يعني الشعب اليمني حسب كلامه بوكيمونات الله " استغفر الله في علاه").
يلعبون فينا شطرنج، ويجعلوننا نقتل بعضنا وتُنهب خيراتنا، وتأخرّنا عن شعوب العالم وبأيادينا ايقاف الحرب وتجاوز الآلام وبيدنا ان ننهض ونعيش كباقي العالم ولكننا لا نستطيع، لان البوكيمونات ينتظرون الحل والفَرَجْ من الله.
والله ماهذا لائقا بالله وعدله، ولا جهلكم وتخلّفكم لائقا بالاله الذي نعبده، الله خلقنا سواسية في الحياة وكلا يأخذ من الحياة بمقدار ما فَطِن لها ولا يحرم جُهدا لطالب مهما كانت ديانته.
ولذلك هم فطنوا للحياة وتزعّموا كل الامور فيها، وانتم يا بوكيمونات خليكم منتظرون الاجابة…..
#يابيكاتشووووووووووووو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق