َاعلان

الخميس، 14 نوفمبر 2019

موقف محرج جدا

#ابن_العرص في اوّل أيّام لي في جامعة البعث بمدينة حمص، كُنت قد تعرّفت على بعض الزملاء، ولكنهم لم يكونوا بذلك العدد الذي يُمكنني من هجر وحدتي حينما ألِجُ الى مقصف الكلية بعد انتهاء كل محاضرة مُعَلِّلاً ذلك برغبتي ان آكل شئ ما حتى وان كنت شابعا. في حقيقة الأمر كان الهدف الاوّل لدخولي المقصف هو رغبتي الجامحة في النظر الى تلك الشقراوات الجميلات والمحجّبات الانيقات اللاتي كُنَّ يملأن الكراسي وتعلوا ضحكاتهن وتتوزع نظراتهنّ بين الشباب، كنتُ احسد كثيرا من الشباب لجرأتهم وهم يتحدثون ويضحكون مع صبايا الجامعة، وكأي طالب بادئ في الجامعة كُنت متلهِّفا لذلك اليوم الذي سأقعد فيه مع زميلة لي، جميلة وأنيقة في طاولة واحدة تتوسّط هذا الزِّحام الطّائش في مقصف كلية الهندسة المدنية بجامعة البعث، ولكن دون جدوى. استمرّيت على هذا الحال طويلا، ادخل المقصف ثمّ اقعد وحيدا اشرب الشّاي مُتنقّلا بنظراتي الزّائغة الحالمة في كل زواياه عساني القى ونيسة لطاولتي ولكن دون جدوى، فقد كان الخجل المُتلَبِّس بالخوف هو شأني في ذلك الوقت، واعتقد ان السبب لأني كُنت دَخيلا على مجتمع جديد له ظروفه وعاداته التي ما استطاعت شخصيّتي المُحافِظَة والخجولة اجتياز بعض اسوارها، مع انها لم تكن منيعة الا بالمقدار الذي وضعتهُ انا ولا سواي. في يوم ما وفي زحمة الطلاب في قاعة المحاضرات تعرَّفت على زميلين عزيزين من حمص، يُحبّان الضّحك والنُّكَت ويتداولان كثيرا على مقصف الكليّة ثم بدأنا بالذّهاب الى المقصف بعد كل محاضرة. كنت اجلس معهم خجلانا احاول ان اشاركهم نقاشاتهم المرحة ويجمحني خجلي، حتى كنت كالرجل الذي جئ به الى مكان ما ليضحك.. وفقط!! حتى وان كان لا يعرف متى يضحك او لماذا. ثمّ بدأت قليلا قليلا اكسر حاجز الصمت وانفض من ملامحي اللُطف الذّليل والانصات التائه، ثم بدأت اُشارِكهم في الحديث قليلا. وفي مَرّة ما زاد عدد الشباب في جلستنا والذين لم اكن اعرف منهم سوى زميلاي، وبدأ الضّحك والمزح، كنت احاول جاهدا ان ابدو ظريفا بينهم بقدر استطاعتي. ثم فجأة خرج احد زملائي من المقصف وناداني من الباب، ثمّ قمت اليه واجبته فقال لي: لو سمحت يافؤاد اخبر #ابن_العرص كذا وكذا سألته: من #ابن_العرص ؟ فأشار الى الزميل الآخر الذي مازال وسط الشباب قُلت له ابشر. جئت اليه بكاريزما جريئة وقلت له : مرحبا يا #ابن_العرص يقول لك فلان كذا وكذا تَلَفّتَ يمينا وشمالا وقد بدأ من معه يضحكون ثم قال من هو ابن العرص يافؤاد . نظرت له ضاحكا وقلت : انت انت مش اسم ابوك العرص؟ زاد من حوله بالضحك ، ثم قام واخذ بيدي ومشينا قليلا ثم قال : لو كان حدا غيرك اللي قال لي هالكلمة كنت قتلته ولا تعيدها مرة اخرى. اجبته مُندهشا، ولكن فلان هو من اخبرني بان اقول لك ذلك . ضحك الشاب وقال انظر اليه . نظرت اليه واذ به يكاد يموت من الضحك فادركت حينها انني اكلت اوّل مقلب في سورية. ثم قُلت :#فليعود_فؤاد_الى_وحدته_ولايبالي_وبلا_مقصف_بلا_بطّيخ هههههههههههه تحياتي لصاحبي المقلب في حمص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق