َاعلان

الجمعة، 20 ديسمبر 2019

هات يابي هات

#هات_يابي_هات كان صغيرا، لم يتجاوز الثالثة من عمره بعد حينما بدأ اباه يأخذه معه الى محلّ عمله، ولشدّة ذكاء الطفل وجمال مظهره ووسامته وجرأته الطفولية البريئة واندفاعه تجاه كل من دعاه، زاد عدد محبيه حتى كان البعض يسرقه من ابيه ثمّ يتنقّل معه في شوارع يريم مُتباهيا بروعة الطفل. شآبٌّ اسمه محمود، كان يسوق سيارته بين يريم وقريته كل يوم، كان كلما وصل الى يريم يأخذ هذا الطفل ويتنقّل معه في سيارته حتى تعلّق هذا الطفل بمحمود تعلّقا شديدا. كان محمود -وما زال- طائشا جريئا وكوميديا محبوبا. كان كلما مرّ بسيارته بجانب اِمرأة ما في الطريق او في الشارع حتى يُخرج رأسه من نافذة سيارته ثم يُطلق بصوته الحآد عبارته الشهيرة #هات_يابي_هات. كان الطفل الصغير يقضي كثيرا من الوقت مع محمود حتى احبّهُ كثيرا وتعلّق به وأخذ منه الكثير من التصرّفات. في يومٍ ما ذهب الطفل مع والدته الى حَمَّامٍ بُخاريٍّ خاص بالنساء، سُمِح له بالدخول مع والدته فهو لم يزل صغيرا ولا يفقه شيئ بعد. دَخَل الحَمّام، وحين ان وقع نظره على العديد من النساء فيه وهنَّ يتحممن حتى بدأ يضرب كَفّيه ببعضها ويصيح بأعلى صوته : #هات_يابي_هات…………. #هات_يابي_هات هههههههههههههه، بدأت بعض النُّسوة اللحاق به حتى امسكنه وطَلَبن من اُمِّه اخراجه من حَمّام البخار، فمن صنيعه يبدُ انه يافعا ويعي الكثير. اخرجته والدته من هناك وهي تضحك وتضحك. كان الكثيرون من الذين يتحكّمون في الشأن اليمني اليوم شمالا وجنوبا - قبل انهيار الدّولة - دُعاة سلام ويحملون قضيّة وطنيّة ومظلومية عليهم - كما زعموا - ويُنادون بالمواطنة الكاملة ومكافحة الفساد والمحسوبية ومحاربة الظلم، حتى ساعدت الظروف البائسة لوصولهم الى السلطة وصُنع القرار، ومع اول خطوات لهم في مؤسسات الدولة وحين ان وقعت اعينهم على مالها وثرواتها حتى بدأوا بضرب الكَّفين ببعضها ينادون بأعلى اصواتهم : #هات_يابي_هات…..................... #هات_يابي_هات مُتناسين قضاياهم ومظلومياتهم ومُسلّطين اياديهم على قُوت الغلابة والمساكين والجوعى. حتى اصبح اليمن بأكمله ميدانا لكل فصيل يريد اقامة مشروعه في هذا الجزء التعيس من الارض. فذاك يُريد ان يُقيم فيه مشروع الولاية وذاك يُريد فيه مشروع الخلافة ثم يأتي آخرون ليُقيمون فيه شرع الله وسنّة نبيه. وآخرون يريدون تجزئته وتقسيمه وبإسمك يا الله اُقيم مشروعي #وهات_يابي_هات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق