َاعلان

السبت، 10 أكتوبر 2020

في_قلبي_أنثى_مُعَمّرية

في حياتي أنثى تجاوزت صعوبات الفراق وهي ترى محيطه صغيرا صغيرا في مدى عينيها المتلألأتين شوقا، أبحَرَت فيه نشوانة دوما بصحبة الأمل الدائم حتى اِستَقرّت في ميناء اللقاء المُنتظر وردة جورية لم تنل منها رياح الشتاء القاسية او سخونة الصيف اللاهب. مَضَت في ترحالها العميق على قارب الوفاء، تمايلت مع كل عاصفة قليلا… قليلا… وهي تجد الرياح الكاذبة تضرب قاربها من ألسُنٍ عديدة، لم تكن تُدرك - كثيرا - بأن قوة حضورها العميق في فؤادي هي ما كانت تسندها في كل أزمة حتى كُشِف عن ستارها وحوتها. كنت اتخيلها وانا بعيدا - تفصلني عنها مسافات وحدود - وهي تُطل من نافذة غرفتها كل ليلة، ترى شهابا يسحب ذيله في الفضاء فترسل معه أمنية تخصّني فأمتلئ حضورا وأمان. استمرت تُرسل الاماني دون ان تعلم بأن السماء مسرحا للعشاق تخبرني عن احوالها كل ليلة. شدّتني اللهفة اليها دوما، وكأن ليس لي من أمنية سوى لقاءها والتّأمّل في عينيها. عجيب ذلك الشوق الذي يُحدثه البعد وهو يستوطن الروح والقلب، ويجعل البال حبيس التأمل في كل احوال المحبوب. كانت عاشقة ظالمة، لم تُبالِ كثيرا بآلامي حين حالت الحرب دون لقاءنا، كانت تريد وفقط، ودون ان تعلم ماكنت اريد. كان اللقاء، وقد اِلتقت افتكارنا قبل ان تتسمّر عينانا ببعضها، وقد اِلتقت أفئدتنا في أصداء الليالي ونشوات الشروق. اِهتم الاحباب به ولم يعلموا أنّا قد اِلتقينا حين عَقَدَتْ الدنيا قلبينا برباط اللهفة والحنين، حين رسمتني في لوحة ايامها ونحتّها في مُتحف أحلامي. كان للقدر الجميل حضوره وأصدر حكمه في البَين، ثم ادخلني غرفة اللقاء، فكنت وحيدا الا من نبضات قلبي تُرعب سمعي، وسريان الرعشة في جسدي قد شتّتت ترقّبي، حينا أداعب أظافري بأسناني وحينا أقف منتصبا ثم اقعد، وحينا اهرب بعيناي الى السقف، احترت في جوارحي كيف استسلمت لهيبة اللؤلؤة قبل انفتاح صَدفتها، وهي التي ما اضطربت لأي لمعان يوما قط. وحينما أذِن القدر لجمال لحظتنا أن تبدأ…. بدأت حياتي. قلبي وعقلي معكِ وأنت على أعتاب التخرّج مُهندسة، وعلى أعتاب الولادة أمّاْ وأيضا على أعتاب ذكرى زواجنا، فما أجملها من أيام قليلة قادمة وقد حملت فيها جميل أعيادي معكِ.
أكمل القراءة...

الجمعة، 2 أكتوبر 2020

مناجاة وتأمل

في هدأت الليل البَهيم، وقد أوَت العديد من القلوب الى ارائِكها، وسابق اليأس الخوف في ميدان العاجزين، وتسامت ارواح الطامحين الى سماوات الاحلام اِصرارا وعزيمة. تذرف تلك الأم دمعات على انقاض دمارٍ خلّفته الحرب في قلبها حين ان سلبتها ابنها او زوجها، واليتيم نائما يتحسس بيديه حنيّة فقدها او سُلِبَت منه، وتلك العاشقة وقد انستها القسوة والبُعد والآلام لذّة الذِّكرى، وذاك البعيد يبحث عن مجاديفٍ يُبحر بها على زورق الحرمان والشوق، في بحر البين القاهر. اقِف ُمأسورا لتلك النجمة في السماء وهي تبعث لي غَمَزات وهَمَسات من عُمق الظلام، تشدو، تُغنّي، تعزف الحان الكون، تَطرِبُني ابيات الأمل الجميل، تحمل اطيافها دفئ الوجود واستحقاق الحياة، يُرسل موتها حياة لكل يائس. اسمع السكون وهو يُنادي الدنيا: اجمعي بقايا الحب الصادق واشعليه فيني، واسكبي آهات الموجوعين وقودا لانيني، وانسجي ابتسامات الضُّعفاء مِعطفا يحتويني. ايّهاالليل: اما اكتفيت ان تلعب بي حين الجؤ اليك هاربا من تفكير وهمٍّ، وحالِماً بمواساتك وسيمفونياتك. ها انا وحيدا في مجلسي وقد اِكتَفت الكلمات وما اكتفت أنّاتي. #fuad
أكمل القراءة...

المغازلة الاولى والاخيرة

في يوم ما من أيام الربيع الجميلة، والندى يقطُر بلمعان ساحر من خَضَارَ الشجر، وبياض زهر الياسمين يملأ الاجواء عَبَقُه، في عاصمة التاريخ والجمال والياسمين #دمشق كُنت عائداً من حيّ المالكي، ارقى أحياء دمشق، بعد ان كُنت في مولٍ تجاريٍّ فيه لشراء حاجة ما. واثناء عودتي من المالكي ولكي أعبُر طريقا مختصرا، كان ينبغي عليّ ان ادخل الى حديقة تشرين السّآمقة والتي تتوسط دمشق كأكبر حديقة جميلة في سورية، دخلتها من بابها المؤدي الى حي المالكي، ولأني قد اعتدت المشي فيها فقد حفظت الطريق الذي سيخرجني الى حيث اُريد. #حديقة_تشرين في دمشق مشهورة باجتماع العائلات في العُطل ليلعب الصغار ويمرحون، ويتحدّث الكبار ويضحكون، ويسرق العُشّاق اماكنٍ ليتغازلون، ويبحث اللصوص ضحايا ليسرقون، ويتجوّل الباعة للرزق يطلبون. كُنت عائدا وبينما انا اخطو في الحديقة وقعت عيناي على فتاة تجلس القرفصاء تحت شجرة قريبة من الطريق الذي سأسلكه، كانت الفتاة جميلة وحزينة وعيناها تملئان الدنيا ضجيجا وانينا وقد بدت كأنها تزاعلت مع حبيب لها ثمّ تركها وحيدة في الحديقة وغادر. ما ان رأيتها حتى امتلأتُ بمشاعر الصياعة، واجتاحتني رغبة متوحّشة للاقتراب منها وتلطيشها، وانا الذي ما غَازلتُ فتاة قبلها قطّ. اقتربت منها مرتعشا، وحينما كنت على مقربة منها وقد بدأت بالنظر اليّ باهتمام ثم قُلت : #ليش_الحلو_قاعد_لحالو نَظَرَت اليّ ثم ابتسمت ابتسامة حسرة وقالت : #قرِّب_شوي اعتقدت لوهلة انها قد استجابت لتلطيشتي الاولى، ثم بدأت اقترب منها وانا ارجف بشكل متزايد متسارع. وما ان كنت امامها حتى تبدّلت هيأتها وحشا كاسرا مجروحا وحيدا وقالت : #ليك_ولاك اذا ما بتضبّ حالك وتمشي من هون ببعتلك هدوليك العسكر يعملوا لك قتلة مثل اللي سبقوك، انقلع من هوووووون. تراجعت للوراء وقلت مفزوعا بعد ان رفعت يدي اليمنى بهيئة الاعتذار : #لا_لا_خلاص_العفو_العفو_ليكني_رايح ثم هربت وفعلا كان على مقربة منها عساكر وكأنهم ضربوا شباب قبلي حاولوا مغازلتها، ثمّ سلّم الله. #وكانت_تلك_التلطيشة_الاولى_والاخيرة_لي
أكمل القراءة...

البحث عن الزيف

كان العراق عظيما في كآفّة المجالات، ويتصدّر دول الشرق الاوسط تعليميا وصحيّا وعسكريا، وكان لسان المقاومة والدّاعم الرئيسي للشعب الفلسطيني والناطق العُروبي بمظلمته وقضيّته العادلة، على الرغم من مأساة الحروب التي قادها وقُيد اليها. كل هذه العوامل جعلت من الرئس الشهيد #صدام_حسين بطلا قوميا واسطورة عربية وقفت في وجه الطُّغاة حتى احبّته شعوبا برمّتها اكثر من رؤساءها. كنت فردا من مُحبيه، ولضخامة الهيلمانة والتقديس الذي تلقيناه في صِغَرِنا، اعتقدت بل واجزمت ان هذا الرّجل لن يُهزم او يخضع لاحد. كان الغزو الامريكي للعراق والذي تمكّن منها وقوّض الدولة ونهب خيرات العراق ثمّ سلمها لاعوانه وعاثوا فيها فسادا الى الان. ومع ذلك وبينما الجيش الامريكي على ابواب بغداد كنت مازلت مطمئنا وجازما باستحالة هزيمة الرجل الجسور صدّام. سقطت بغداد واختفى صدّام، ولم نعد نسمعه الا بخطابات مسجّلة. بدأت بالتحرر نوعا ما والايقان بهزيمته، ولكنني كنت اُكابر وابحث عن ما يواسيني. ذهبت حينها الى شخصا متدينا في قريتنا اعتاد ان يخطب في جامع القرية، وسألته عن ما تقول الكُتب والبشارات حول #صدّام ، فاخبرني ان كل البشارات والاحاديث تؤكِّد ان صدام هو سينتصر وسرد لي حينها العديد من الاحاديث والاقاويل "نسيت كثيرا منها" التي تدل على انه الرجل الذي يبعثه الله كل مآئة سنة لتخليص الامّة وعزّها. اُعدم صدّام واُعدمت معه ثقتي بكل ما ينسبونه للتاريخ والروايات الدينية. الشاهد من ما ذكرته ان غالبية الناس تبحث في كتب التاريخ والروايات والاحاديث عن ما يؤيد مزاعمها حتى يقعون في الفخّ. فمثلا في اليمن تجد الغالبية حينما تحدّثه عن كورونا وداهيته وخطورته يستشهد بالتاريخ وبالايمان كأن يقول : #لن_يجمع_الله_عسرين او ان يقول : قال،رسول الله صلى الله عليه وسلم #ان_كَثُرَت_الفتن_فعليكم_باليمن ويرون ان كورونا فتنة ونحن محميون بحديث او مقولة، وهذا الامر يشكّل تواكلا ساذجا وايمانا جاهلا بحقيقة المخاطر حتى يقع الفأس بالرأس. اليوم سمعت الخطيب يقول اننا محميون بالايمان بالله ولن نُصاب الا باذنه ومالتهويل الذي يحدث حول كورونا الا استهدافا من الاعداء لايماننا. انا طبعا لا اصلّي الا في البيت ولكن الجامع قريبا مني واسمع الخطبة. برأيي اول خطوات ناجعة لتفادي مخاطر #كورونا هي تحجيم الحُطباء الجهلة ومنع اي تجمّعات بما فيها الجوامع حتى نحافظ على ماتبقى من بلادنا وناسها. اليوم تم تسجيل اول حالة في حضرموت واذا انتقل الدّاء الى صنعاء وباقي المحافظات - لاقدّر الله - سيقع الفأس بالرأس وحينها سيبحث معتوهو ديننا عن سبب لمصيبتنا من كتب التاريخ والاحاديث. انا اؤؤمن واجزم ان 90% من الشعب اليمني ضحيّة لرجال الدين والخرافات باسم الدين لكآفة الاطراف. اللهم سلم بلادنا يارب ٤٣ عبدالعزيز الاخضري
أكمل القراءة...

رمضان الخير

لثمانية اعوام خَلَت كنت بعيدا عن اهلي، وعلى الرغم من روعة الاجواء التي يكون عليها رمضان في سورية الحبيبة، وعاداة اهل الشآم الانيقة والمُبهِجة في استقبال الشهر الفضيل، الا ان رمضان في كَنَفِ الام والأب والاهل لا تُضاهيه متعة وطمأنينة. لقد اشتقت لامي وهي تبحث عنّي في اروقة المنزل قُبيل أذان المغرب، تحمل التَّمَرات لافطر بها، ثمّ يأتي ابي بعد الصلاة وقد سبقناه واحطنا السُّفرة جميعنا وقد وُضِعَت امامنا الفتة والسّمن او السباية ننظر اليها برغبة وشهيّة، ولا نَمُدَّ اليها ايادينا الا حينما يجلس #الأزرق(والدي) ويبدأ بتناول اوّل لقمة وتكون بالنسبة الينا إيذانا ببدء الأكل. يتلفّت #الازرق حوالينا فيجد البعض منّا قد تسمّرت عيناه على شاشة التلفزيون لبرنامج او حلقة فلا يعجبه الأمر، يمدّ يده الى الريموت ويُطفئ الشاشة عنادا، موصلا رسالته التي تغيظنا " ان الاكل له احترامه في رمضان". يجلس اخي #جهاد كعادته حبيس الصمت واسير التّصنُّع ينظر امامه ولا يتحدّث الّا حينما يقصده احدنا بالكلام، وهو الزعيم في الأسرة والمُموّل الثاني بعد ابي، قليل الاكل، نادر الحديث ونحن نأكل. على مقربة منه يجلس #رشاد (الطويل) بشكل مائل يكاد يختفي رأسه خلف الامتداد الشاقولي لركبته اليمنى، وهو اطولنا واكثرنا حياءا وخجلا، حينما اقف بجانبه يصل رأسي الى اقل من مستوي كتفيه، جميعنا نناديه بالطّويل، يحبّ الوحدة قليلا ولا تُعجبه الخلاعة و ان ينظر اليه احدٍ ما عندما يأكل. ومن ورآءِه يتربّع #عماد (الخادِم ) اشدُّنا سمارا وذكاءا، اطلقت عليه والدتي لقب الخادم وهو مالم يُزعجه يوما، يجلس هادئا وعلى رأسه لفّة غريبة ومضحكة لشآل ما، يوهم الجميع بالهدوء ولكنه يفتعل حركات في عيونه وملامحه تُضحك من ينظر اليه، وحينما يكون امام #الازرق يستسلم للخضوع، #عماد اكثرنا مِزاحا وهنجمة، ملابسه رثّة وشعره اجعد وتقاسيمه السمراء الجميلة وابتسامته الساحرة وروحه المرحة وطبائعه التي تجعله بطلا لتراجيديا المنزل، قوي البنية يعشق النزال ومصارعة من يلقاه. لكنه اصبح شَرِهٌ للقات والتدخين بطريقة لا تُطاق حتّى اضحت وِلعَته همّ وغمّ لوالدينا. خلفه يجلس ملاك المنزل واصغرنا #زياد محبوب الجميع واطولنا بعد #رشاد ، يجلس زياد على مقربة منّي يَمُدّ يده الطويلة في المائدة ورأسه المرفوع حتى عندما يأكل، يضحك دائما لأي سبب، لم يصدف ان زَعِلَ منه احد. لم اجد في حياتي اطيب قلبا من #زياد، هو المحبوب الاوّل لأمي التي تُحاول دائما ان تتذكّر لحظة قد اغضبها #زياد او رفض لها طلبا بعكسنا. زياد هو آخر العنقود من الذّكور، جمع في صفاته النُّبل والحُبّ والشّهامة والكَرَم. وخلف #زياد وعلى مقربة من #ابي اجلس انا #فؤاد اكبرهم سِنّاً، واكثرهم حديثا وازعاجا، واشدّهم هرجا وتخريفا، وأسلطهم لسانا، وأغلظهم مزحا واحراجا.ولكنّي اجرأهم نقاشا واضحاكا لأبينا #الازرق. هو رمضان وحده الذي يستطيع جمعنا في سفرة واحدة، ومن خلاله تُحيطنا بركة الوالدين ودعائهما، اشتقت اليكم جميعا وانتم حولي اسأل الله ان يبلّغنا رمضان وان يجمعنا بأهلنا واحبابنا جميعا. #شهر_مبارك
أكمل القراءة...

المقوت المنتقم والمنظمات

كان في قريتنا في قريب الزمان - ولا زال - رجل يبيع القات كغيره من البائعين، وكان اتعسهم حظّا واقلّهم ربحا، كان رفقاؤه ينتهون من بيع بضاعتهم قبله بينما هو ينظر الى الموالعة ينتقون قاتهم من غيره. حَمَلَ الرجل في نفسه على الموالعة حقدا تراكم كلما كانت بضاعته تبوّر وبضاعة اقرانه حاضية. في يوم ما كان السوق متحرّكا ولدى هذا الرجل قات "حالي"، وبينما انهى البائعون قاتهم والطلب على القات شديدا، بَقِيَ هذا الرجل وحيدا في السوق. التمّ حوله الموالعة يتزاحمون بِنَهَمٍ ورغبة كبيرة، اندفن الرجل بين ايادي الزّبائن واختفى في تجمّعهم. كان يبيع المَربَط عند اوّل السوق ب70 ريال رابحا بكل مربط 20 ريال، وما ان اشتدّ الطلب قرر الرجل ان يبيع المَربط الواحد ب130 ريال كي ينتقم من كل الموالعة. تفاجأ الرجل بالناس تدفع وتتسابق وتتزاحم حول مايعرضه. لم يُعجبه الامر فقرر ان ينتقم منهم بطريقة اخرى، اغلق على بضاعته ثمّ صاح فيهم : المَربَط حقي ب135 ريال ولن ابيع الا لمن يدفعها لي كان الناس يقولون له سنأخذه ب140 وآخرين ب150 ريال ولكنه كان يرفض. كان الرجل يعلم ان الغالبية من الموالعة لا يملكون 5 ريالات وهو مادفعهم ليتسابقون الى البقّالات يبحثون عن 5 ريالات حتى انتهوا من اخذ كل الصَرف ( الفِراطة) في كل محلات القرية، ومن لم يجد حينها فاته القات. هذا الفعل اغاظهم كثيرا وظلّ الجميع يسبّونه ويشتمونه وبهذه الطريقة انتقم الرَّجُل من الموالعة وبهذلهم. ماتفعله المنظّمات والحكومات المتعددة في اليمن بهذا الشعب هو اشبه بما فعله هذا الرجل مع الموالعة، يكسبون من كل مشروع يكذبون عليهم به اضعافا مُضاعفة من المانحين ويطلبون شروطا تعجيزية من الآهالي المساكين لينجزون لهم مشاريعهم الكاذبة مع علمهم بفقر غالبيتهم وعجزهم. فمثلا في قرية بيت حلبوب ظهرت الامراض البائدة مثل الكوليرا والدفتيريا وسلبت الكثيرين حياتهم ومات شباب ونساء من القرية واصبحت كمنطقة موبوءة ولا زالت. وما ان اتت المنظمات والجهات المسؤلة اليها حتى وعدوا وزمجروا وارغدوا وزبجوا واستبشر الناس بهم خير واكل المسؤلون غَنَمَهم وابقوا لهم الامراض. كانت تأتي المنظمات لتوزيع الدّبات والكلور واشياء بسيطة وتافهة ليكافحون بها الكوليرا والدفتيريا والبلهاريسيا وغيرها….. ويستعرضون بسياراتهم الفارهة ويحشدون الناس طوابيرا لاعطاءهم الدّبة والكلور دون ان يتطرّقوا او يُصلحوا اساس المشكلة. المجاري ومخلّفات البيوت تطفح بها القرية وشوارعها جميعا وتتخمّر ثم تنتشر الروائح الكريهة والامراض والاوبئة في كل الشوارع لتصيب الاطفال والضعفاء. فياليت شعري كيف كانت المنظمات تخطو فوق مجاري وقاذورات الشوارع في كل زيارة. الناس لا يملكون الامكانيات لعمل بيارات وتصريف مخلفاتهم وكان الاولى بالمنظمات والجهات المهتمّة ان تساهم في التخلص من اساس المشكلة التي لازالت قائمة ومستفحلة…. نطالب بوضع حد لهذا العبث وان تساعد المنظمات اصحاب هذه القرية لتصريف مجاريهم. اليكم بعض الصور التي التقطتها من بعض الشوارع وماخفي كان اعظم. بالاضافة لصور بعض ضحايا الدفتيريا
أكمل القراءة...

فضفضة حب

كنت في محراب الحياة اُرتّل صلواتي الدّائمة وما زلت، وأناجي وحي أيامي - التي ستأتي - أن يمدّني بما يَسُر ويُبهج، أرشِقُ الضجيج الذي أنهك تفكيري بكلمات مسروقاتٍ من طيف الأحلام الجميلة، وهي توشِك ان تسحب آخر مآثرها من ارضي. وأنا في المحراب، انتظر رسولا من القادم يُبشّرني بثقة وقوة تملئآن كياني الذي اوهنته تعاسة وطنه. لا صوت يعلو فوق صوت الصمت الكئيب، استمع اليه مزعوجا من قتامة فحواه وغرابة رسائله، ألجأ الى ممارست عادتي الجميلة في الرّشق مُحاولا عدم الإستسلام لليأس، فأرشق الدنيا بابتساماتٍ هادئة أُحاول - وأنا اتأمّل الهدوء في روحي - ان اطرد منها كثيرٌ من التَّصَنُع. قد يكون للوحدة اضرار، ولكن حينما يكون بديلها جُلساء تموت معهم الدنيا وينذوي الأمل، فالوِحدة نعمة وسَكَن، إذن فكيف اكون وحيدا وانا على ارضٍ موجوعة هي اليمن. وأنا في المحراب الذي عُلِّقَت في جِداره ساعة لا تحسب الا ما يمضي من وقت قاسٍ وتترك ما يُبهج للفراغ الذي تركته الأحلام وهي تُغادر ارضي، عقاربها تمضي وتمضي، تدور وتدور دون ان تتوقّف، وحينما سألت ذلك الزائر - بعد ان انهى صلاته في المحراب ضاحكا واوشك على الخروج للبحث عن جُلساء - متى ستتوقف هذه العقارب عن الدوران؟ قال لي : لن تتوقف ابدا، فلن تعيش كما تريد اذا لم تعتاد عليها، فهي مستمرّة في الحركة طالما بؤس هذا البلد قائم. اختفى الزّائر وما اختفت كلماته ولن تختفي. فهل حقّا مكتوب على جبين وطننا المكلوم : كثير من ابنائك بائسون. ثمّ فتحت عيناي على وقع لفظ الجلالة وقد ارسله المؤذِّن لصلاة العشاء الى أُذني، فتحوّلت الدنيا جمالا وانصاع البؤس لعظمة الاله سبحانه وتململ، لِيُرسل قلبي نبضات تقول : #الله_اكبر_دام_ربي_موجود_فسنكون_بخير_ونحيا_حتى_ان_كان_وطننا_اليمن Fuad#
أكمل القراءة...

روعة الأزمة

أيُعقل أن أكون جادا في هذا العنوان وأنا الذي أتأففُ كثيرا من سوءِ الحال الذي تعيشه اليمن وشعب اليمن؟ ثُمّ كيف بأزمةٍ يجد فيها الانسان روعة ما؟ مِن منا لم تمر حياته بصعوبات وظروف قاهرة، وكُلاً يجد المعاناة في شئ ينقصه، وحينما يبحث عنه ليكتمل به ولو بالمقدار البسيط تقف بينهما مُعَوِّقات كثيرة وتَحُولُ بينهما اسباب اختلقتها الحرب وعزَّز ثباتها في هذا المجتمع التافهون السيؤن. نعم انا انسان كغيري اصابتني الأزمة بشررها الذي تطاير في كل منزل بعد ان نفخته افواه تُجّار الحروب والأذية، اجبرتني المفاجئات غير السارة على المكوث حيث انا حتى أكتمل مع تلك الباهية آمالا، وهي تشق بخطواتها - التي تتثاقل كل يوم بوافد/ة بكر - الحدود الفاصلة بين جامعتها ومنزلنا الصغير، وأرفض عروضاً وأعمالاً عُرِضَت عليّ إنما في محافظات أخرى. اِحتجت كثيرا وكثيرا بعد ان اِبتَلَعت الأَزَمَة والبطالة التي مُنيتُ بها خلال أشهرٍ كُلّ مُدّخراتي التي وضعتها سابقا على مبدأ مَثَلٍَ سمعته لأول مرة من انسان سوري في مدينة حمص كنت قد استأجرت منه بيتا فقال لي يوما : #خَبّي_قرشك_الابيض_ليومك_الاسود خَبّأت قرشا واحدا ليومٍ أسودٍ ولكنه لم يكفي حاجتي لباقي الأيام السوداء التي توالت تِباعا دونما استعداد، حينها أدركت مَعناً عميقا علّمتنيه و فهمتنيه تلك الأيام، وجعلتني أؤمن بحقيقة وعمق هذه المقولة: #رُبَّ_أخٍ_لم_تلده_أمك نعم هذه هي روعة الأَزَمَة أن أظهرت بريق معادن أناس يبعدون عنا مسافات ويقربوننا أرواحا وسؤالا، بدونهم أوشكت سوئاتنا على الظهور والإنفضاح في عديد من الأمور التي عُرِفَت للقريب وابن العم ولم يُبدِ لها اهتماما. أُناس هُمّ الأعزّ لدي غمروني لطافة وكرما دون تَمَننٍ أو بحثٍ عن مديح او شكر. شُكرا من القلب وشكرا لهذه الأََزَمة " سيئة الذِّكر " التي أدخلتني الى جوهر كل شخص ظننته يوما عُكّازا ليوم عجز أمر به وأدركت من خلالها أنه أُكذوبة واهية. فلكم منّا السلام اينما حللتم وظللتم وكلي أملٌ بأن ذلك اليوم حيث أكون فيه خادما لأخلاقكم وجميل صنيعكم سيأتي.
أكمل القراءة...